لازالت معاناة المغاربة متواصلة مع موجة الغلاء التي عصفت بالقدرة الشرائية لملايين الأسر المغربية التي وجدت نفسها أمام كابوس حقيقي في ظل تفاقم وضعها الاجتماعي جراء الارتفاع الصاروخي في أثمنة عدد من المواد الغدائية والمحروقات . موجة الغلاء التي فاقمتها الحرب الروسية-الأوكرانية، زادت من معاناة شريحة واسعة من المواطنين وفاقمت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لملايين المغاربة. الأستاذ في العلوم الاقتصادية بجامعة محمد الأول بوجدة،سفيان بوشكور، اعتبر من خلال تدوينة له على موقع "فيسبوك"، أن الأزمة الحالية هي مدخل لتغيير السلوكيات من أجل مستقبل أبناءنا. وأفاد في تدوينته؛ "لا نختلف كون المغرب يعاني من الجفاف ومن ارتفاع أسعار المحروقات نتاج حرب روسيا مع أوكرانيا ومع استمرارها من المرتقب جدا أن ترتفع أسعار برميل النفط، كما أن الجفاف وشح التساقطات سبب مباشر في نقص المياه الجوفية والسطحية وهو ما يؤثر وسيؤثر على محصول الخضر والفواكه وعلى استهلاك الحبوب أيضا والمستورد أساسا من دول النزاع الحالي". واعتبر بوشكور أن السبيل لتحسين عيش المواطن المغربي هدف كل التدخلات والسياسات العمومية، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن الحكومة المغربية مطالبة بحماية القدرة الشرائية، وبتسقيف سعر المحروقات و مراقبة الأسعار ومنع ارتفاع ثمنها، ولكن في المقابل يجب أن نفكر في التنمية المستدامة والرامية كذلك لتغيير سلوك المستهلك ليصبح استهلاكه عقلاني يراعي ندرة الموارد. وتساءل قائلا "هل لا نستطيع مثلا تقليص استهلاكنا للخبز؟ وما سيترتب عن ذلك من انخفاض الطلب على الحبوب الذي يرتفع ثمنه يوم بعد 0خر. ألا نستطيع تغيير عاداتنا الاستهلاكية بالتوجه للمنتجات البديلة؟،وهل نحتاج لزاما للسيارات لقضاء أغراض القرب؟ لما لتخفيف وتيرة التنقل بالسيارات على مصاريف الأسر وعلى ميزانية الدولة التي تستورد المحروقات؟، وهل نحتاج لفتح الصنبور لغسل الوجه او إناء واحد كاف؟ هل نحتاج لمئات اللترات من الماء للاستحمام؟ وهل نحتاج لري ملاعب الغولف من الماء عوض اليات جديدة للري؟ وهل وهل وهل ؟ ألا نستطيع التحكم في الطلب عوض أن نشتكي ممن يتحكم في العرض لتدبير المخزون؟". وأكد في ختام تدوينته، أنه وفي ظل شح الموارد وارتفاع الأسعار، يبدو من العقلاني التفكير في تغيير السلوكات رغم صعوبة الأمر في البداية، وفق تعبيره.