نشر الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام، رسالة قصيرة، تعهد فيها باقتراب موعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الجديدة مع الاحتلال، وذلك في الذكرى العاشرة، لتنفيذ الصفقة الأولى عام 2011. ونشر الجناح العسكري لحماس، رسالة مصورة على صحفته على موقع الإنترنت، اشتملت على صورة لأحد مقاتليه، ويحمل بيده أغلال السجان، وهو يرتدي ملابس عسكرية ويحمل سلاحا، وحول صورة هذا المقاتل صور للأسرى الإسرائيليين الأربعة، وبينهم الجنديان اللذان أسرا خلال الحرب التي شنتها إسرائيل صيف العام 2014 ضد غزة. وكتب كتاب القسام عبارة "أسرانا اقترب موعد تحريركم". ولم يعط الجناح العسكري لحركة حماس أي تفاصيل جديدة، حول إن كان هناك تقدم في المباحثات غير المباشرة التي تجرى مع الاحتلال عبر الوسيط المصري، وإن كانت تلك المباحثات قد حققت اختراقا هاما أم لا. ويأسر الجناح العسكري لحماس أربعة إسرائيليين، هما جنديان وقعا بقبضته خلال حرب 2014، وإسرائيليان آخران دخلا غزة بعد الحرب بطريقة عير رسمية. ورغم أن إسرائيل تقول إن الجنديين قتلا قبل الأسر، ترفض حماس تقديم أي معلومات حول مصيرهم دون أن تدفع دولة الاحتلال ثمن ذلك. ومؤخرا أجريت مفاوضات واتصالات قادها الوسيط المصري، من أجل تحريك صفقة التبادل، حيث تطالب حماس بإطلاق سراح أصحاب المحكوميات العالية، وهو أمر تعارضه الحكومة الإسرائيلية حاليا. وحسب ما يتردد فإن هناك صيغا متعددة قدمت خلال الفترة الماضية من قبل حماس والوسطاء المصريين، لإنجاز الصفقة الجديدة. وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قال إن أسرى الاحتلال "لن يروا النور إلا بعدما يرى أسرانا الحرية"، مضيفاً بأن حركته مصرة على تنفيذ صفقة تبادل جديدة للأسرى، وهي جاهزة لها إذا دفع الاحتلال استحقاقاتها. وقال "ونحن نعيش ذكرى صفقة وفاء الأحرار العاشرة يجب أن نستلهم من أسرانا معاني الإرادة والعزيمة والروح المتوقدة في قلوب أسرانا"، وأضاف "نقول لأسرانا نحن معكم ولن نترككم وحدكم في مواجهة سلوك الاحتلال وانتهاكاته بحقكم". وصادف الاثنين الذكرى العاشرة لإبرام صفقة "وفاء الأحرار"، بين حماس وإسرائيل، والتي أطلقت بموجبها حماس سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1027 أسيرا فلسطينيا. وقد أسرت حركة حماس ذلك الجندي خلال هجوم على ثكنة عسكرية تقع على حدود غزة الشرقية في العام 2006، وأبقى الجناح العسكري لحماس هذا الجندي بعيدا عن أنظار الاحتلال طوال فترة أسره. وقال الجناح العسكري لحماس على موقعه الإلكتروني إن "وحدة الظل" المتخصصة في إخفاء الجنود الإسرائيليين الأسرى، من مهامها "تأمين أسرى العدو الذين يقعون في أسر الكتائب، وإبقاءهم في دائرة المجهول وإحباط جهود العدو المبذولة بهذا الخصوص، إضافةً لمعاملة أسرى العدو بكرامة واحترام وفق أحكام الإسلام وتوفير الرعاية التامة لهم المادية والمعنوية، مع الأخذ بعين الاعتبار معاملة العدو للأسرى المجاهدين". ولم يكن أسرى ممن خرجوا في صفقة التبادل يقدرون على معانقة الحرية، إلا بتلك الصفقة، بسبب أحكامهم العالية التي كانوا يقضونها في سجون الاحتلال. وقد أنجزت الصفقة السابقة على مرحلتين، فالمرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى كانت صبيحة يوم الثلاثاء 18 أكتوبر، حين قام الاحتلال بالإفراج عن 477 أسيراً فلسطينياً وتسليمهم إلى الصليب الأحمر الدولي، فيما قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام بتسليم الجندي الأسير "غلعاد شاليط" إلى مصر إيذاناً ببدء عملية التبادل، وفي المرحلة الثانية أفرج الاحتلال عن 550 أسيراً فلسطينياً. وفي السياق، قالت حركة حماس في بيان لها في الذكرى العاشرة لإنجاز الصفقة الأولى، إن قضية الأسرى تقف على سلم أولويات المقاومة، وأضافت "لن يهدأ لنا بال حتى ينال أسرانا الحرية". وأوضحت "إننا على موعد قريب مع صفقة جديدة بعد إجبار الاحتلال وإرغامه على الرضوخ لمطالب المقاومة التي لا مناص أمامه إلا تلبيتها والتعاطي معها"، مؤكدة أن تحرير الأسرى والعمل من أجله هو "مسار استراتيجي" لدى حركة حماس؛ عملت من أجله. وأكدت أن الإفراج عن جنود الاحتلال المأسورين في قطاع غزة "لن يكون له ثمن سوى الإفراج عن أسرانا من سجون الاحتلال، ولن يكون هناك أي ثمن آخر يمكن أن تقبل به المقاومة". وتابعت "على حكومة الاحتلال أن توقف تهربها وتصارح جمهورها بأن صفقة التبادل هي الوحيدة التي يمكن أن تعيد الجنود المأسورين في غزة".