نددت الجمعية المغربية لحماية المال العام، إقدام سلطات عمالة الرباط على استعمال القوة لمنع وقفتها الاحتجاجية والتي كان مقررا تنظيمها أول أمس السبت 25 شتنبر 2021. وأصدر المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية المال العام بيانا جاء فيه "تفاجأنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام بالحجم الكبير لقوات الأمن ورجال السلطة والقوات المساعدة والذين تدخلوا لفض الوقفة ودفع الحاضرين لها في اتجاه الأزقة المقابلة لمبنى البرلمان". وأضاف البيان الصادر "وإننا في الجمعية المغربية لحماية المال العام إذ ندين بشدة هذا المنع الذي يتنافى مع الدستور والمواثيق الدولة ذات الصلة بحقوق الإنسان ويشكل تضييقا على نشاط الجمعية وانتهاكا صارخا للحق في التظاهر السلمي وحرية التجمع، وهو المنع المغلف بمبررات حالة الطوارئ والتي للأسف يتم استعمالها بشكل مزاجي، حيث أنه يتم السماح لبعض الأحزاب والجمعيات الموالية للسلطة بعقد تجمعات حتى في الأماكن المغلقة دون أن تتعرض لأي منع، بل أنه خلال فترة الانتخابات والإعلان عن نتائجها كانت هناك احتفالات صاخبة دون احترام للتدابير والإجراءات الصحية أمام أعين السلطة ودون التدخل لمنعها وهو ما يشكل ازدواجية في التعامل مع قانون الطوارئ والتي يتم استعمالها لقمع الأصوات الحقوقية المستقلة". كما أدانت الجمعية المغربية لحماية المال العام، في ذات البيان، "منع الوقفة الاحتجاجية للجمعية المغربية لحماية المال العام واستعمال القوة لفضها" معتبراً ذلك "يشكل تضييقا على نشاط الجمعية وشططا في استعمال السلطة وانتهاكا صارخا للحق في التظاهر السلمي وحرية التجمع". كما عبّر المكتب الوطني عن تخوفه "من أن يكون منع وقفة الجمعية المغربية لحماية المال العام والسماح للمفسدين وناهبي المال العام المتابعين قضائيا أو الذين صدرت ضدهم تقارير رسمية بالعودة إلى المؤسسات التمثيلية والسكوت على الممارسات المنافية للقانون أثناء الانتخابات وخلال تشكيل المجالس المنتخبة مقدمة لطي ملفات الفساد وإفلات المتورطين في اختلاس وتبديد أموال عمومية من العقاب ومؤشرا لتدشين مرحلة جديدة قوامها التخلي عن كل النوايا والبرامج ذات الصلة بمكافحة الفساد وتخليق الحياة العامة وإغلاق هذا القوس الذي يزعج المراكز والمواقع المستفيدة من واقع الفساد والريع". وفي نفس السياق جدد المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية المال العام "مطالب الجمعية بضرورة الحرص على تسريع وثيرة الأبحاث والتحقيقات والأحكام القضائية التي يجب أن تتناسب وخطورة جرائم الفساد ونهب المال العام ويتخوف من أن يكون للمراكز الجديدة/القديمة للمتورطين في قضايا الفساد المالي فضلا عن بعض الوعود التي تكون قد قدمت لهم من طرف جهات لها مصلحة في استمرار سياسة الفساد والإفلات من العقاب مؤشرا سلبيا وسببا لتعطيل أحكام القانون وقواعد العدالة". معتبراً "أن منحة مغادرة الوزراء وتقاعدهم يشكل ريعا سياسيا وتبديدا للمال العام، ويساهم في صناعة نخب ريعية تنتصر للمصالح الشخصية الضيقة ضدا على المصالح العليا للوطن وهو ما يستوجب إلغاء كل الامتيازات ومظاهر الريع والعمل على تقليص الأجور العليا التي تستنزف أموالا عمومية ضخمة". كما اعتبر، في ذات السياق، "أن التعويضات التي ستمنح لرؤساء الجماعات المحلية والمجالس الإقليمية والجهوية ولنوابهم ورؤساء اللجن، تشكل هدرا للمال العام واستمرارا لسياسة الريع". مطالباً، في بيانه الصادر عقب منع الوقفة الاحتجاجية، "بتوسيع وتعزيز مهام وصلاحيات مؤسسات الحكامة وتمكينها من الآليات الضرورية للقيام بدورها في مجال مكافحة الفساد والرشوة، مع العمل على ملاءمة المنظومة التشريعية مع الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد". كما طالب المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية المال العام "بتعديل قانون التصريح بالممتلكات وتجريم الإثراء غير المشروع ومراجعة قانون الصفقات العمومية وتفعيل الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد". مؤكداً على "أن الجمعية المغربية لحماية المال العام ستواصل نضالها بكل استقلالية ضد كل مظاهر الفساد والريع ببلادنا ومن أجل تخليق الحياة العامة". وحري بالذكر أن الجمعية المغربية لحماية المال العام رفعت شعار: "لا لمنحة وتقاعد الوزراء، لا لعودة المفسدين وناهبي المال العام".