استنكرت صحيفة إسرائيلية الخروج المذل للولايات المتحدةالأمريكية من أفغانستان، مؤكدة أن "عار" أمريكا في تلك الدولة يختلف وأكبر من العار الذي خلفته في فيتنام قبل نحو 46 عاما. وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها الخبير الاقتصادي سيفر بلوتسكر، أن "كثيرين يميلون لتشبيه خروج أمريكا من أفغانستان في 2021 بخروجها من جنوبفيتنام في 1975، ولكن الصور مضللة والتشبيه مدحوض"، وفق قولها. وتابعت: "حيال الجيش الأمريكي الذي في ذروته كان يعد نصف مليون مجند، قاتل في جنوبفيتنام نحو ثلاثة ملايين جندي من جيش شمال فيتنام النظامي وقوات عصابات شيوعية محلية (الفيتكونغ)". ونوهت الصحيفة إلى أنه عندما أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، "بتصفية الأعمال الأمريكية في أفغانستان كان جيش طالبان يعد نحو 35 ألف مقاتل مجهزين أساسا بسلاح شخصي، وبأحزمة ناسفة". وتابعت: "أما الجيش الأمريكي الذي أعلن بايدن بدراماتيكية عن إخراجه وكأن الحديث يدور عن وقف قتال ميداني مضرج بالدماء، كان يعد أقل من ألفي شخص، كلهم في وظائف التوجيه والتدريب". ولفتت إلى أن القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان، "كفت عن مقاتلة طالبان قبل سبع سنوات، عندما أعلن الرئيس الأسبق باراك أوباما (وكان بايدن في حينه نائبه) عن إنهاء قتال قوات الجيش الأمريكي و"الناتو" ونقل المسؤولية الأمنية الكاملة للجيش الأفغاني". ورأت "يديعوت"، أنه "لم يكن أي إلحاح أمريكي عملياتي "لإعادة الجنود إلى الديار"؛ فوجودهم أدى دورا ردعيا رمزيا، وليس حسما عسكريا، وإعادتهم إلى أمريكا لم تكن فعلا عسكريا بل عملا سياسيا أزال العقبة الأخيرة عن طريق طالبان بالسيطرة دون إطلاق رصاصة واحدة على دولة تعد 38 مليون نسمة". ونوهت إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، "أعتقد أنه يتذاكى مع قيادة طالبان عندما وقعها على اتفاق لإخراج باقي جنود الولاياتالمتحدة من أفغانستان، مقابل سيطرة طالبان الهادئة على الحكم الأفغاني". وأكدت أن "الرئيس الحالي بايدن، عمق خطوة السخافة حين أعلن أنه لن يبقى أي جندي أمريكي في أفغانستان بعد شتنبر المقبل، مهما يكن"، مشيرة إلى أن "عار أفغانستان لا يشبه عار فيتنام؛ فهو أشد منه بلا قياس"، بحسب تقديرها.