بمناسبة الذكرى الثالثة لاعتقال مؤسسها ومدير نشرها، توفيق بوعشرين، نشرت جريدة أخبار اليوم في عددها لنهاية الأسبوع الجاري، ملفا تحت عنوان "بوعشرين.. ثلاثة سنوات في السجن.. الرحمة. وأفردت الجريدة ملفها لمجموعة من الشخصيات السياسية والحقوقية التي طالبت بضرورة إيجاد حل لقضية الصحافي توفيق بوعشرين، ومن بينها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، والأمين العام للتقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله . وشارك عبد اللطيف وهبي في الملف قائلا "كلنا معرضون للخطأ والمهم تجاوزه وتحقيق الإنصاف، ولهذا ينبغي البحث عن السبل الكفيلة بتجاوز الأخطاء، وأن نستلهم تجربة الإنصاف والمصالحة وثقافة التسامح". من جانبه، اعتبر عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، أن "ما قضاه الأستاذ توفيق بوعشرين في السجن فيه كفاية"، متمنيا أن ينال عفوا من الملك". بدوره، اقترح نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن "ندخل غمار الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة، في إطار جو من الانفراج الذي نطمح إليه وخلق جو سياسي ملائم تتخذ فيه بعض الاجراءات التي تفتح الأبواب، وتحدث جوا جديدا على مستويات مختلفة، وإيجاد الطرق والسبل المناسبة لملف توفيق بوعشرين والإفراج عنه بما يساهم في إحداث هذا الجو الجدي. من جهتها وجهت أسماء الموساوي، زوجة توفيق بوعشرين، رسالة استعطاف للملك محمد السادس تلتمس فيها العفو عن زوجها المحكوم عليه ب15 سنة سجنا نافذا بعد إدانته "بارتكاب جنايات الاتجار بالبشر"، و"الاستغلال الجنسي"، و"هتك عرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب والتحرّش الجنسي"، و"استعمال وسائل للتصوير والتسجيل"، في حقّ 8 ضحايا، إضافة إلى دفع تعويضات لهنّ تتراوح بين 9000 و46 مليون سنتيم. وقالت الموساوي في رسالة لها، نشرتها على صفحة زوجها الفيسبوكية، "إني أرى الحكمة في شموخها، والرأفة في رقتها قد اجتمعتا في صاحب الجلالة حفظه الله، ولطالما كان سديدا في قرارته التي تداوي الجروح، وفي عفوه الذي يواسي رعاياه الأوفياء، ومنه ننتظر الحلم والعطف المعهودان عليه، والحكمة التي تصدر من قرارته كلما اشتد الأمر واستعصى الحل، ومنه أنتظر العفو الجميل". وأضافت في ذات الرسالة التي سردت فيها بعض معاناتها وأطفالها جراء سجن زوجها، " أنا مؤمنة أن الوطن غفور رحيم بأبنائه، خليق بإدخال الابتسامة في نفوس أبنائي الحيارى". وما جاء في رسالة الموساوي التي عنونتها ب"ثلاث سنوات بين ألم وأمل": ""ثلاث سنوات ذقنا فيها شتى صنوف الألم، ألم التهم الغريبة، ألم الأحكام الثقيلة والقاسية، ألم التشهير الممنهج وما رافقه من عبارات سب وشتم تتقاذفها ألسن الشامتين والحاقدين، ألم الفراق والبعد عن رب أسرة وأب طفلين". وقالت أيضا "ألم الأسئلة التي يلقي بها طفلاي كرصاصات ملتهبة تخترق مسمعي وتستقر في قلبي المكلوم ، أين بابا ؟ متى سيعود ؟ لقد طال غيابه! اشتقنا إليه! متى يدخل علينا حاملا معه هداياه الجميلة وابتسامته المشرقة؟ متى يا ماما؟ فلا أجد لهذه الأسئلة الحارقة جوابا إلا دموعا ملتهبة تنهمر دون استئذان، أضطر إلى إخفاءئها عن أعين أبنائي حتى لا أزيد من ألمهم وأعمق جراحهم... ألم فظيع يخترق القلب ويجتاح أسرتنا وتفاصيل حياتنا". ولكن دائما هناك أمل، تردف المتحدث وتضيف "أمل كبير يقاوم بشراسة كل حالات اليأس والإحباط التي تجثم على نفوسنا جميعا، أمل يكبر كل يوم في نفسي، وأنا أتلمس بيداي جبين طفلاي، أمل أراه يقترب كلما أيقنت أنه ما يزال في هذا الوطن من العقول الحكيمة، والضمائر الحية والقلوب السمحة التي تنبض بالعطف والتسامح، نعم، هناك عقول متشبعة بالحكمة والنبل بما يكفي لإنصاف زوجي وأب أطفالي، بإمكانها أن تسهم في رفع ألمنا وتخفيف حزننا، ولما لا أن تبدل حزننا سعادة وفرحا".