استشهد ضابط فلسطيني يعمل في قوات الأمن بالضفة الغربية، في عملية "إعدام ميداني" نفذتها قوات الاحتلال على أحد الحواجز العسكرية شمال الضفة الغربية، فيما نفذت تلك القوات حملات اعتقال واسعة، طالت نحو 18 مواطنا، كما قررت إبعاد نائب مدير عام دائرة أوقاف القدسالمحتلة لمدة ستة أشهر، في وقت تواصلت فيه الأعمال الاستيطانية. واستشهد الشاب بلال عدنان رواجبة (29 عاما) برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، في عملية "إعدام ميداني"، بعد إطلاق النار تجاهه من مسافة صفة، وهو داخل مركبته على حاجز "حوارة" العسكري الواقع جنوب مدينة نابلس شمال الضفة. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى مركبة رواجبة بعد إطلاق النار عليه، وتركته ينزف حتى فارق الحياة. والشاب رواجبة والد لطفلة تبلغ من العمر شهرين، ويعمل مستشارا قانونيا برتبة نقيب في مديرية الأمن الوقائي في محافظة طوباس. وزعمت سلطات الاحتلال أن الجنود أطلقوا النار على الشاب، بعدما أشهر مسدسًا في وجه الجنود من داخل مركبته، فجرى استهدافه بالرصاص، دون أن يصب أحد من الجنود. وعلى الفور قامت قوات الاحتلال التي اعتادت على تنفيذ هذه العمليات، بإغلاق البوابة الحديدية للحاجز، أمام المركبات الفلسطينية الداخلة والخارجة من مدينة نابلس. وبالعادة تترك قوات الاحتلال المواطنين الذين تقوم باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي، لفترات طويلة دون تقديم أي علاج لهم، وهو ما يكون سببا في مفارقتهم للحياة. وأدانت وزارة الخارجية عملية "الإعدام الوحشي" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق رواجبة، واعتبرت أنها تمثل ترجمة لإرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه دولة الاحتلال، وأذرعها المختلفة، بحق شعبنا، وأرضه، وممتلكاته، ومقدساته، وحقوقه". وأشارت إلى أن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم، وعدم فرض عقوبات على دولة الاحتلال، وعدم مساءلة القتلة والمجرمين، ومحاسبتهم، ومن يقف خلفهم "يشجعها على التمادي في تلك الجرائم". وقال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع إن عملية الإعدام "تعكس فاشية الاحتلال وعنصريته"، مؤكدا أن هذه جرائم وهدم المنازل "تتطلب تصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال". إلى ذلك فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، ثلاثة شبان من بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة، وذكر مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، أن تلك القوات اعتقلت أحمد خليل وجيه نزال، وحاتم عمر سليمان طزازعة، ومحمد فيصل رجا كميل، بعد أن داهمت منازل ذويهم وفتشتها. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطن فؤاد نبيل عودة (28 عاما)، من مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية، بعد أن داهمت منزل ذويه وفتشته وتعمدت تخريب محتوياته وترويع سكانه. وطالت حملة الاعتقالات أيضا أربعة مواطنين من محافظة الخليل جنوب الضفة، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت منطقة نمرة شرق المدينة، واعتقلت مالك الجعبري، وعلي سكافي، بعد تفتيش منزليهما والعبث بمحتوياتهما. كما اقتحمت قوات الاحتلال خربة خلة المَيّة في بلدة يطا واعتقلت محمد جبريل شحادة زين، وعيسى بدر عوض، بعد أن داهمت منزليهما وعبثت بمحتوياتهما وروعت سكانها. وتعرضت مدينة القدسالمحتلة لحملات مداهمات كبيرة نفذتها قوات الاحتلال، وطالت عدة أحياء من المدينة، ونجم عنها اعتقال عشرة مواطنين. وذكرت مصادر محلية أن تلك القوات اعتقلت سبعة مواطنين من الطور، وهم: حمادة خليل الهدرة، ويوسف عزام الهدرة، وإبراهيم معتز الهدرة، وخليل سفيان الهدرة، ومصطفى عدنان الهدرة، ومحمود الهدرة، وعلي الكسواني. كما قامت قوات الاحتلال باعتقال ثلاثة مواطنين من بلدة عناتا، وهم: محمد خليل إبراهيم حمدان، ومحمد أحمد أبو هنية، وأحمد عرفات حمدان. كذلك قررت سلطات الاحتلال إبعاد نائب مدير عام دائرة أوقاف القدس ناجح بكيرات لمدة ستة أشهر عن المسجد الأقصى المبارك، بعد انتهاء الإبعاد السابق لمدة أسبوع، ويشمل قرار الإبعاد البلدة القديمة، وكل الطرق المؤدية للمسجد الأقصى. وكانت مخابرات الاحتلال قد سلّمت بكيرات الأربعاء الماضي، بعد اعتقاله من مكان عمله في مديرية التعليم الشرعي والوعظ والإرشاد، قرب باب السلسلة، قرارا بالإبعاد عن الأقصى مدة أسبوع، وآخر لمراجعتها بعد تلك المدة. ويشار إلى أن قوات الاحتلال تصعد من حملات الملاحقة للمقدسيين، في إطار سعيها لإفراغ المدينة من سكانها الأصليين، ضمن المخططات الرامية لتهويد القدس. إلى ذلك فقد تواصلت الاقتحامات الاستيطانية للمسجد الأقصى، ودخلت جماعات من المستوطنين بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة لباحات المسجد، وأجرت جولات استفزازية واستمعت لشروحات حول "الهيكل" المزعوم، في وقت شددت فيه قوات الاحتلال من إجراءات الدخول على المصلين المقدسيين. وفي سياق الاعتداءات الاستيطانية المتكررة، الرامية لترحيل الفلسطينيين من أراضيهم، لصالح إحلال المشاريع الاستيطانية، داهمت قوات الاحتلال عدة تجمعات سكنية في الأغوار الشمالية، وأخطرت سكانها بالإخلاء، وقال مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات، إن تلك الطواقم داهمت تجمعات البرج، والميتة، والفارسية، وأخطرت عددا من العائلات شفهيا بإخلاء مساكنهم؛ بحجة التدريبات العسكرية. واصلت حرب الاستيطان الهادفة لترحيل السكان قسرا عن أراضيهم وأوضح أن عدد العائلات التي تم إخطارها بالإخلاء في منطقتي البرج والميتة يبلغ 14 عائلة، وذلك خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، كما تم إخطار المواطن نمر أبو علاية من خربة الفارسية بإخلاء مسكنه، وإزالة ثلاث خيام، بحجة أن الدبابات ستمر من هذه المنطقة. وقد أخطرت سلطات الاحتلال بهدم خيام سكنية وبوقف العمل في مساكن قيد الإنشاء في منطقة البويب ببلدة يطا جنوبي الخليل جنوبيالضفة الغربيةالمحتلة. كذلك قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوضع مكعبات أسمنتية بدلا من الأسلاك الشائكة، حول أراضٍ تقع في الجهة الغربية الشمالية لمدينة قلقيلية تقدر ب"500 دونم"، تمتد الى أراضٍ داخل مناطق عام ال1948، بهدف وضع العراقيل أمام أصحاب الأراضي، لمنعهم من الدخول إلى أراضيهم ومصدر رزقهم، بهدف الاستيلاء عليها بالقوة. وقد أصيب مواطنان، مساء الثلاثاء، في اعتداء للمستوطنين بالقرب من بلدة سيلة الظهر، جنوب جنين، وقالت مصادر محلية إن مجموعة من المستوطنين هاجمت بالحجارة مركبات المواطنين على طريق جنين نابلس، واعتدت على المواطنين مصطفى غوادرة (62 عاما) وفتحي أبو علي (65 عاما) بالضرب، بعد تحطيم مركبتيهما، ما أدى لإصابتهما برضوض نقلا إثرها إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجزت مواطنا وطاقما من منظمة "يش دين" الحقوقية الإسرائيلية، قرب بلدة دير استيا شمال غرب محافظة سلفيت، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن المواطن عامر أبو حجلة، قوله إن قوات الاحتلال المتواجدة قرب مستوطنة "ياكير" المقامة على الأراضي الواقعة غرب دير استيا، احتجزته وطاقم المنظمة لساعات، وحققت معهم، أثناء تواجدهم في الأراضي المهددة بالاستيلاء قرب المستوطنة المذكورة. يشار إلى أن العديد من الجهات الفلسطينية الرسمية والفصائلية أكدت خلال الفترة الماضية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي زادت من الهجوم الاستيطاني على الضفة الغربية، من خلال هدم المنازل ومصادرة الأراضي وتشريد السكان، واقتلاع الأشجار، بعد اتفاقيات التطبيع الأخيرة مع دول عربية.