من جديد، عادت البالونات الحارقة، التي يستخدمها الفلسطينيون في قطاع غزة، لإجبار إسرائيل على "تخفيف الحصار". وقالت صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية إنه بعد ساعات من إندلاع أكثر من 30 حريقًا في عدة بؤر في مستوطنات غلاف غزة من جراء إطلاق بالونات مشتعلة، والذي وصل أحدهم حتى بئر السبع، إكتفت "تل أبيب" بفرض مجموعة عقوبات على قطاع غزة. وبعد شهور من التوقف، استأنفت "مجموعات شبابية"، الأسبوع الماضي، إطلاق بالونات تحمل موادا حارقة أو متفجّرة، وهو ما يتسبب باندلاع حرائق في الأراضي الزراعية الواقعة في الجانب الإسرائيلي من الحدود. ويقول الفلسطينيون إنهم يستخدمون هذه الأساليب بهدف دفع إسرائيل على تخفيف الحصار عن قطاع غزة المفروض منذ عام 2007، والذي تسبب في تردي الأوضاع المعيشية للسكان. وربط وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في تصريح له، الإثنين، "ازدهار" قطاع غزة، بإطلاق حركة حماس سراح 4 إسرائيليين، أسرتهم عام 2014، وتطالب بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابلهم. وترد إسرائيل على إطلاق البالونات، بقصف مواقع تتبع للفصائل الفلسطينية المسلحة، خاصة حركة "حماس". كما أقدمت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الاثنين، على إغلاق معبر "كرم أبو سالم"، وهو المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة، بداية من الثلاثاء وحتى إشعار آخر؛ باستثناء السماح بدخول الإمدادات الإنسانية والوقود؛ وقالت إن الخطوة ردا على "إطلاق البالونات". وشرع الفلسطينيون باستخدام هذه البالونات، في ماي لعام 2018، كإحدى "الأدوات الخشنة" المرافقة لمسيرات العودة، التي انطلقت في مارس من ذات العام، رفضا للحصار الإسرائيلي. وتوقف إطلاق البالونات بشكل نسبي، مع تقدّم مفاوضات التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، نهاية 2018، بواسطة مصرية وأممية وقطرية، والتي تقضي بتخفيف الحصار عن القطاع، مقابل وقف تلك المسيرات وأدواتها. لكن الحكومة الإسرائيلية، بحسب الفلسطينيين، تُماطل بتنفيذ بنود التفاهمات، ولم تخفف الحصار عن القطاع. ويقول منسق إحدى الجماعات الشبابية التي تطلق البالونات (تتبع لفصائل فلسطينية لا تكشف عن هويتها)، أثناء تجهيز إطلاق دفعة جديدة من البالونات الحارقة باتجاه الجانب الإسرائيلي "نحن كشباب ثائر، ما زلنا على العهد، كلما تراجع الاحتلال في اتفاقياته، سيكون لنا كلمة في الميدان". وأضاف في حديث خاص لوكالة الأناضول التركية "طالما العدو يماطل في تنفيذ التفاهمات، سنجعل سكان الغلاف يتألمون كما يتألم شعبنا (...) ولن نخشى الموت في ذلك". وبيّن أن مطالب هذه الجماعات واضحة وهي "رفع الحصار عن قطاع غزة"، محذرا من أن "تواصل فرض الحصار سيؤدي إلى المزيد من إشعال الحدود". من جانبه، قال داود شهاب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وعضو الهيئة القيادية العُليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إن الهيئة "ليست بالضرورة أن تكون هي من تقرر إطلاق البالونات، فهناك رد فعل عفوي من مجموعات ووحدات العمل الشعبي". وبيّن شهاب، أن هذا العمل "الشعبي" يأتي "بسبب اعتداءات الاحتلال المتواصلة المتكررة بشكل شبه يومي من إطلاق نار على منازل المواطنين وحقول المزارعين وقوارب الصيد". وأضاف إن من أسباب إطلاق البالونات "تشديد الحصار والظروف القاهرة التي نتجت عنه، وتلكؤ الاحتلال في تنفيذ إجراءات كسر الحصار بذرائع مختلفة، وإغراق البلد في أزمات متلاحقة". وعدّ شهاب "ردود الفعل الشعبية (بإطلاق البالونات) بمثابة الرسالة التي تطالب بوقف الحصار والعدوان وأن من حق غزة العيش الآمن". واستكمل قائلا "البالونات أداة فعل وضغط شعبي، والمقاومة تراقب وتتابع المشهد وقد تتدخل في أي وقت في حال تعرض شعبنا لعدوان". وأوضح شهاب أن "استخدام هذه الأدوات الشعبية قد تزداد في الفترة المقبلة، في حال لم يلتزم الاحتلال بوقف العدوان بحق غزة، ولم يبدأ بإجراءات تخفيف الحصار".