لم تنل قضية المرحومة "مي فتيحة" بائعة البغرير التي نكل بها القايد فأضرمت النار في جسدها أدنى قسط من الاهتمام من طرف الحقوقيات المغربيات المدافعات عن المرأة . وتساءل عدد من المتابعين والنشطاء الفيسبوكيين عن سر الصمت الرهيب الذي تعيش على وقعه هذه الجمعيات التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حينما تدخل بعض المواطنين لوضع حد لاستفزاز فتيات ارتدين لباسا فاضحا في الشارع العام بانزكان حينها فقط نظمت الحقوقيات والجمعويات المغربيات وقفات شبه يومية أمام البرلمان دفاعا عن "فتيات انزكان" وأطلقن حملة أسمينها "صايتي حريتي" بل وطالبن رئيس الحكومة بالتدخل في القضية في حين يضيف النشطاء تتجاهل نفس هذه الجمعيات التي ترفع شعار الدفاع عن المرأة قضية مي فتيحة التي راحت ضحية "الظلم والحكرة" حسب تعبيرهم . واعتبر النشطاء أن قضية مي فتيحة لاتدخل في صلب اهتمامات جمعيات "صايتي حريتي" لأنها بكل بساطة امرأة فقيرة بسيطة محافظة ترتدي الجلابة وليس الصاية التي تمثل إيديولوجيا الرقي والتحرر بالنسبة لهذه الجمعيات . يذكر أن قضية "مي فتيحة"، وهي أم أرملة (42 سنة) تفجرت ، بعد إقدامها على حرق ذاتها، مساء السبت الماضي أمام مقاطعة إدارية، بعد أن تعرضت للطرد وحجز بضاعتها (البغرير) التي تعودت عرضها قرب سوق أولاد مبارك بمدينة القنيطرة من طرف أعوان السلطة، فلجأت إلى المقاطعة السادسة طمعا في إنصاف القائد، إلا أنها فوجئت بامتناع أعوان السلطة عن إعادة سلعتها لتقرر إنهاء حياتها حرقا.