تضمنت فعاليات مهرجان عين اسردون للفنون التشكيلية في نسخته الأولى، والتي انطلقت يوم الثلاثاء 5 أبريل الجاري واستمرت طيلة خمسة أيام، أنشطة متنوعة ساهم في انجاحها مجموعة من الأساتذة والفنانين التشكيليين الذين قدموا من مختلف المدن المغربية من اجل الاحتفاء بالفن التشكيلي وجعله وسيلة للتعبير ونشر قيم التسامح والحرية والجمال . وتمثلت فقرات هذه التظاهرة في تنظيم ورشات ومراسم لفائدة الأطفال أنجزت في فضاءات مفتوحة وأخرى مغلقة، و كذلك رسم لوحات فنية بأحد جدران المدينة تناولت تيمات عديدة كالبيئة والثقافة والتراث الشعبي الوطني والمحلي بالإضافة إلى تقديم عرض حول تاريخ الخط العربي وانواعه، وتنظيم ندوة حول الفن التشكيلي ومعرض جماعي شارك فيه أزيد من 20 فنانا يمثلون مختلف المدارس التشكيلية بدار الثقافة. واعتبر نور الدين الحيمر رئيس جمعية منبع الفنون التشكيلية أن "فكرة تنظيم هذا المهرجان جاءت من أجل تقديم رسالة مفادها أن الفن التشكيلي قيمة جمالية حاضرة في الحياة اليومية للإنسان" ارتأت إدارة المهرجان تكريسها بتنظيم مراسم وورشات في فضاء المدار السياحي عين اسردون جعلت الفنانين امام لوحات طبيعية خلابة وواقعية وفي احتكاك مباشر بالمتلقي والزائر. وقال الفنان التشكيلي عبد الواحد امزلين ،خريج المعهد الوطني للفنون الجميلة سنة 2014، أن" هذا المهرجان يعد نوعا من الثورة الفنية في جهة بني ملالخنيفرة وبركانا فجر الكثير من الطاقات والمواهب التي ظلت خامدة وراكدة لسنين طويلة، كما يعتبر مناسبة للتقرب من الطفل وتربيته على الحس الجمالي والقيم الجميلة ونبذ العنف والتطرف والرذيلة". فيما ذهب الفنان التشكيلي العصامي عبد الرحيم جواد إلى إثارة مسألة تهميش مادة التربية التشكيلية ضمن برامج المنظومة التعليمية وعدم منحها العناية اللازمة من التأطير والدعم اللوجستيكي الكفيلين بتحقيق أهدافها المثلى، معتبرا أن تنظيم مثل هذه التظاهرات يأتي لإشباع التعطش الحاصل في هذا المجال وكذلك لتربية النشء على الثقافة البصرية والإبداع الفني بمختلف تجلياته. الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة كان لهم موعد خاص ضمن فعاليات هذا المهرجان حيث تم تنظيم ورشة في فن الرسم والتلوين لفائدة اطفال جمعية "بهية" أطرها ضيوف مهرجان عين اسردون للفنون التشكيلية كشفت عن مواهبهم ومخزونهم الفني والابداعي ،كما تم تسجيل حضور الفنان التشكيلي الواعد ،ابن مدينة خنيفرة، رضى مفتاح الذي خلق الحدث بمشاركته المتميزة في رسم العديد من الجداريات واللوحات الفنية التعبيرية أبرزها لوحة مزج فيها كل الألوان ليحمل مضمونها عبارة "كلنا تحد". وعبر مختلف المشاركين والفنانين عن ارتسامات وانطباعات إيجابية أشادت بالتنظيم المحكم لجمعية منبع الفنون التشكيلية ببني ملال وبالجهود الجبارة التي بذلها أطرها وأعضاؤها في إخراج هذا الملتقى الإبداعي إلى أرض الواقع متمنين أن يرتقي إلى مستوى التخليد في ظل التجديد والمتابعة والاستمرارية .