في مشهد يتنافى مع الإنسانية ويدوس على القانون والأعراف الدولية، دفنت صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية عائلة السواركة الفلسطينية بأكملها مع أطفالها في بطن الرمال، وتحت ركام منزلهم الذي لم يبق له أثر. وأوضح يوسف السواركة، وهو أحد أقرباء الشهداء، أن طائرات حربية من نوع “إف-16” أطلقت دون سابق إنذار بعد منتصف الليلة الماضية، 4 صواريخ مدمرة نحو منزل الشهيد رسمي السواركة (45 عاما) المصنوع من الصفيح، والواقع جنوب غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. ونوه يوسف في تصريح لموقع “عربي 21” وهو من شارك في البحث عن الشهداء تحت الركام وفي بطن الأرض، إلى أن طواقم الإنقاذ التي حضرت إلى المكان وعملت طوال الليل وفجر اليوم، حتى تمكنت من انتشال 8 شهداء بينهم 4 أطفال من تحت الرمال، وقال: “المشهد مخيف جدا ولا يمكن تصوره”. بدروه، أكد مشرف قسم الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى، الطبيب نبيل الصالحي، ل”عربي21″، أنه وصل “جثامين 8 شهداء؛ عبارة عن أشلاء، إضافة ل13 إصابة”. أحد جيران العائلة المنكوبة، والذي بدت عليه علامات الحزن الشديد، أوضح لكاميرا “عربي21″، أنه استقبل خبر استشهاد عائلة رسمي السواركة “بقلب مجروح”، مؤكدا أن ما حدث هو “مجزرة وجريمة حرب وإبادة بشرية”. وفيما يعكس هول الاستهداف الإسرائيلي، لفت إلى أن نوافذ المنازل المجاورة والبعيدة عن البيت المدمر تكسرت، مناشدا العالم الحر والمؤسسات الدولية بالعمل على “وقف الجرائم الإسرائيلية” بحق الشعب الفلسطيني. وأعرب عن استهجانه واستنكاره للمجزرة، وقال: “لو حدث ذلك في بيت إسرائيلي، لقامت الدنيا وقعدت، ولكن نحن لا أحد يقف معنا ولا يسأل عنا”، مشددا على أن الاحتلال “ينقض العهد، وليس له أمان”. وباستشهاد 8 من أفراد من عائلة السواركة، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي انطلق فجر الثلاثاء، باغتيال البارز في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الشهيد بهاء أبو العطا وزوجته، بقصف منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إلى 34 شهيدا، إضافة لإصابة أكثر من 110 آخرين بجراح مختلفة.