خرج الآلاف الفرنسيين اليوم الأحد في مسيرة بباريس، من أجل قول "كفى للإسلاموفوبيا" و"التمييز" المتزايد في حق المسلمين في فرنسا؛ وذلك في أعقاب الاعتداء الأخير على أحد المساجد والتوترات الأخيرة حول الحجاب. المسيرة انطلقت الساعة 13 ظهراً بالتوقيت الفرنسي من محطة قطار Gare du Nord بالدائرة العاشرة بباريس باتجاه ساحة Nation، وقد جرت بموازاة ذلك مسيرة أخرى في مدينة تولوز بجنوب البلاد. الدعوة إلى هذه المسيرة أطلقت في الأول من الشهر الجاري عبر عريضة نشرت في صحيفة "ليبراسيون"، وأتت بعد أيام من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدا في بايون بجنوب غرب فرنسا والذي نفذه ناشط سياسي يميني متطرف وأسفر عن إصابة رجلين مسنين بجروح خطيرة. وأوضحت العريضة أن الرسالة المبدئية هي التأكيد على "الكف عن الخوف من الإسلام" و"الوصم المتزايد" للمسلمين الذين باتوا ضحايا "التمييز" و"الاعتداءات" و"الإسلاموفوبيا". في الواقع، فإن بعض المصطلحات المستخدمة (كالإسلاموفوبيا) بالإضافة إلى هوية بعض الداعين إلى المسيرة أحدثت جدلًا داخل الطبقة السياسية الفرنسية، ودفع ذلك بعض الشخصيات اليسارية إلى الامتناع عن المشاركة في المسيرة رغم توقيعهم على العريضة. ومن أبرز الشخصيات السياسية التي شاركت المسيرة جان ليك ميلانشون زعيم حركة "فرنسا الأبية" اليسارية الراديكالية. في المقابل، امتنع اليمين بشتى أطيافه عن المشاركة في المسيرة؛ حيث اعتبرت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان أن "كل المشاركين في المسيرة شركاء للإسلاميين، الذين يدفعون بإيديولوجيا استبدادية تهدف إلى محاربة قوانين الجمهورية الفرنسية". فيما تحدث النائب عن حزب "الجمهوريين" إريك سيوتي عن "خيانة للعلمانية".