لم تعد صفقة القرن أوراقاً في الأدراج، بل تحوّلت مع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى مشروع تآمري معلن، هدفه استغلال التشرذم العربي لتصفية القضية الفلسطينية وتكريس هيمنة إسرائيل إقليمياً . وأمام المواقف الخليجية الداعمة للصفقة يبدو الموقف المغربي أكثر حزما من غيره لاسيما وأن البنود العريضة للصفقة تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل. المحلل السياسي محمد شقير يرى أن المغرب يتزعم الجبهة الرافضة لصفقة القرن لاسيما وأنه عن عبر أكثر من مرة عن تضامنه مع" القضية الفلسطينية" بوقوفه إلى جانب الفلسطينين في عدد من القضايا بدءا بإدانته لقرار اعتبار " القدس " عاصمة لاسرائيل، وبعدها استنكاره لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال تخريبة بالمقدس وهو ما جعل مواقف السياسة الخارجية المغربية تنحو في اتجاه دعم مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني ورفض كل المبادرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية . وأوضح شقير في اتصال مع “نون بريس” أن إشادة العاهل الأردني بموقف الملك محمد السادس الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقدس وتأكيده على حرص الملك على الدفاع عن الحقوق المشروعة والعادلة للأشقاء الفلسطينيين، ودعم صمود المقدسيين يعكس بشكل جلي وحدة الموقف الأردني والمغربي في الرفض القاطع لصفقة القرن. وأضاف المتحدث أن الزيارة التي قام بها مؤخرا “جاريد كوشنر” مستشارالرئيس الأمريكي ترامب إلى المغرب كان الهدف منها بالدرجة الأولى تليين الموقف المغربي من الصفقة الأمريكية ودفع الرباط للمشاركة في لقاء المنامة، والذي من المفترض أن يعرض الشق الاقتصادي من الصفقة . ويؤكد شقير أن موقف المغرب يبدو ثابتا وغير متغير في انتقاد الصفقة والوقوف ضد تنفيذها بالرغم من الدعم الذي تقمه بعض الدول الخليجية للصفقة والتي تحاول فرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينين . وختم المحلل السياسي حديثه بالتأكيد على أن مصير الصفقة الأمريكية سيكون الفشل لاسيما وأن الطرف الفلسطيني متشبت برفضه الحضور لمؤتمر البحرين زد على ذلك مواقف الدول الكبرى وعلى رأسها روسيا التي تعارض الموقف الأمريكي وترفض هي الأخرى محاولة تمرير مبادرة تستهدف النيل من حقوق الفلسطينين.