ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير نشرته السبت، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد "أدارت ظهرها" للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وذلك في تغير لموقفها بعد شهرين من المكالمة الهاتفية المفاجئة التي جرت بين الرجلين. وأضافت أن الإدارة الأمريكية بدأت الآن تعيد التفكير في سياستها تجاه الحرب الأهلية في ليبيا. وقالت الصحيفة إن المكالمة بين ترامب وحفتر في أبريل الماضي، شجعت الأخير على توظيف جماعة ضغط في واشنطن على أمل ترتيب زيارة رسمية له إلى واشنطن، وذلك ليعزز الانطباع بأن الولاياتالمتحدة تدعمه في هجومه على طرابلس حيث حكومة الوفاق المعترف بها دوليا. ومع ذلك، فإن شركة الضغط (Linden Strategies)، التي تم التعاقد معها على عقد مدته عام واحد بقيمة مليوني دولار، لم تحقق تقدما بعد مع تحول المد داخل إدارة ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي، يصر المسؤولون الأمريكيون على أن مكالمة ترامب الهاتفية مع حفتر كانت بمثابة معروف شخصي قدمه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان يزور واشنطن قبل بضعة أيام ، ولم يدل على حدوث تحول في السياسة الأمريكية. وذكرت أن ترامب ومستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون رحبا في البداية بفكرة استيلاء قوات حفتر على العاصمة طرابلس. إلا أن موقفهما بات الآن لا يصب بمصلحة حفتر الذي كان قد "تبجح لكبار المسؤولين الأمميين" بأن بولتون أعطاه الضوء الأخضر للهجوم على طرابلس، بشرط تنفيذ العملية بسرعة. وأوردت الصحيفة أنه "مع تعثر هجوم حفتر، بات زمام المبادرة لإدارة الأزمة الليبية ينتقل من بولتون إلى وزارة الخارجية، حيث يجري مايك بومبيو حسب الصحيفة على مدى الأسبوعين الأخيرين، مشاورات مع الخبراء في الشأن الليبي وينظر في عدد من الخيارات منها التوصل إلى هدنة بدعم الولاياتالمتحدة". ولفتت إلى أن هذا الخيار يحظى بتأييد الحكومات الأوروبية التي سبق أن دعت واشنطن لإقناع حفتر بقبول وقف القتال. وكان حفتر بدأ عملية عسكرية ضد طرابلس، إلا أن مسار العملية لم يسر وفق خططه إذ تعرضت قواته لهزائم متتالية ما أفشل الهجوم الذي لم يتعد محيط جنوب العاصمة. ويحمل خليفة حفتر (73 عاما) الجنسية الأمريكية وكان قائدا عسكريا في نظام القذافي وعاش في الولاياتالمتحدة مدة طويلة قبل أن ينضم للانتفاضة ضد الزعيم السابق عام 2011. ويتزامن تقرير "الغارديان" مع أنباء عن التحضير لزيارة حفتر إلى واشنطن ولقائه ترامب، منتصف الشهر الجاري، إلا أنه لم يتم تأكيدها رسميا بعد.