قديماً كان الأجداد يحرصون على تنبيه الأبناء من اتخاد رفقة سيئة، ويحثونهم دوماً على مُعاشرة رفقة صالحة تتصف بأخلاق حميدة ومُعاملة جيدة، والآباء أيضاً سلكوا نفس المنهج وحرصوا على مُتابعة أبنائهم ومُراقبة الرفقة التي يعاشرونها، لكن هناك أصدقاء جُدد لم يعلموا الأجداد بوجودهم، والآباء لم يعرفوهم جيداً لكي يُحذروا منهم، في هذا المقال سنحاول أن نتعرف على هؤلاء الأصدقاء الجُدد قصد تحذير الأجيال الصاعدة منهم وحثهم على اتخاد الحيطة والحذر في التعامل معهم، فسلبياتهم كفيلة بأن تكون سببا في تدمير من يجهل التعامل معهم. فالعديد من أرباب الأُسر اليوم يعتقد أن أبناءه في مأمن إذا ما لبثوا في المنزل وابتعدوا عن الشارع، بعيداً عن المُنحرفين والمتربصين بتدمير قيم وأخلاق الناشئة وهدم جوهر التربية (الأسرة)، والهادفين لنشر أفكار دخيلة ومشبوهة داخل المجتمع، دون الإدراك أن هناك عدة منافذ يستطيع الولوج من خلالها هؤلاء لعقر البيت وتمرير وفعل ما يريدون دون أن يشعر رب الأسرة بذلك، وكثيرة هي القصص الواقعية الشاهدة على أن هؤلاء حقاً ولجوا للبيوت واستطاعوا أن يُمرروا ويفعلوا بعض الأمور، والتي أحدثت تغييرات جدرية كثيرة تظهر أثارها حالياً في المجتمع. من بين هؤلاء الأصدقاء الجُدد : نقتصر على ذكر الانترنيت والهواتف الذكية وبالأخص موقع الفايسبوك، الصديق الجيد والسيء في عصر التقدم والسرعة، فالعالم الرقمي اليوم (النت / العالم الافتراضي) أصبح يأخذ حيزاً كبيراً من الوقت في حياة الإنسان، مما يجعله مُعرضاً لكَم كبير من المعلومات والأفكار طوال اليوم، منها ما هو مُفيد ومنها ما هو خطير، معلومات لا زلنا نجهل عنها الكثير ويجهلها الآباء في توعية وتحذير أبنائهم منها، فكم من شابة غرقت سفينتها وهي تُبحر في عالم النت تحت مُبرر البحث عن الحب والزواج، وكم من شابة أفسدها صديقها الجوال (الوتساب / ضياع بطاقة الكارت ميموري التي تحتوي على صورها الخاصة ) وأوقعها في أمور من الصعب تداركها أو إصلاحها، وكم من فتاة هتكت عرضها وأفسدت أنوثها مواقع التواصل الاجتماعية (فايسبوك نموذجا)، وكم من أسرة دُمرت وشُردت بسبب الأصدقاء الجدد . فمن خلال وسائل التكنولوجيا المتوفرة حالياً، استغل العديد من ضعاف النفوس جهل وطيش مُستخدميها، واستطاعوا الوصول لعقر البيوت والنفاذ للأبناء، فمنهم من استطاع التلاعب والتحكم بفكرهم، ومنهم من استطاع ايقاعهم في فخاخ عديدة، وابتزازهم مُستغلين بذلك سذاجتهم وحاجتهم وجهلهم (دون علم رب الأسرة)، فكان الحساب المُزور للفتاة الحسناء على فايسبوك لإسقاط الشباب، وحساب الفتى الوسيم المُزور على فايسبوك والرقم الأجنبي المُزور على وتساب للإيقاع بالفتاة، وكانت تطبيقات ورسائلالاثارة في المواقع والمنتديات والبريد الالكتروني مُحملة بالهدايا الملغومة، منها للتجسس ومنها للإغراء، والنتيجة واحدة إسقاط الشباب أو الأبناء من طرف الأصدقاء الجدد – هذا دون الحديث العميق عن العواقب الوخيمة الأخرى الناتجة عن الاستخدام السيء … كالانحرافات الفكرية المُنتشرة حالياً وغيرها.