دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لضرورة أن يعمل المسلمون معا على قلب رجل واحد في القضايا المتعلقة بمستقبل الأمة الإسلامية. جاء ذلك في كلمة خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول لبحث تداعيات مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، بطلب من تركيا. وقال أردوغان: "علينا أن نعمل معا على قلب رجل واحد في القضايا المتعلقة بمستقبل الأمة الإسلامية". وأكّد أنه "لا يمكننا حل المشاكل بالتغاضي عنها، ولا معالجة الأمراض الاجتماعية بتجاهلها، مثلما لا يمكننا الصمت إزاء القضايا التي تهددنا والإنسانية جمعاء". وتابع: "علينا إعطاء رسالة قوية للذين يتشاطرون النوايا نفسها مع الإرهابي منفذ الهجوم عبر معاقبته بالعقوبة التي يستحقها والكشف عن جميع ارتباطاته". أردوغان، شدّد على أنه "يجب ألا تحل المصالح قصيرة المدى محلّ المصالح المتوسطة والطويلة الأجل في الأمور التي تهدد المستقبل المشترك للعالم الإسلامي والبشرية". وأضاف: "على السياسيين الذين يربحون الانتخابات بتبني مواقف تدعو لإقصاء المسلمين وكراهية اللاجئين أن يضبطوا خطاباتهم". واستطرد: "علينا أن نبدي موقفنا بوضوح حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي وكي لا تغرق المساجد في الدماء". وأشار إلى وجود حاجة لتأسيس آلية قوية ترصد وتتابع جرائم الكراهية التي يتعرض لها المسلمون، ومن ثم تطرحها في الأجندة العالمية بشكل دائم. وأضاف الرئيس التركي: "علينا أن نزيد شركائنا من خلال نقل قضية العداء للإسلام إلى منصات مثل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي". ولفت إلى أنه من العبث محاولة التستر على إرهاب الدولة الذي تواصل إسرائيل ممارسته في القدس وفلسطين، أمام مرأى ومسمع العالم. وأردف: "كلفة الاستمرار في تجاهل إرهاب النازيين الجدد ستكون باهظة جدًا". ومضى يقول: "استهدافي أنا شخصيًا، وجعلي هدفًا للكراهية في الغرب بسبب حديثي عن الحقائق، لن يعود بالفائدة على أحد". وشدّد على أنهم لم ولن يترددوا على الأطلاق في قول الحقيقة، ولن يخضعوا أمام خطابات الإعلام العنصري والنازيين الجدد، وضغوط السياسيين المعادين للأتراك والمسلمين. وأكّد أن بلاده تواجه منذ نحو 40 سنة حملات الافتراء بحقها. والجمعة الماضية، استهدف هجوم دموي مسجدين ب "كرايست تشيرش" النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصا أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون. فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفذ، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، ومثل أمام المحكمة السبت الماضي، ووجهت إليه اتهامات ب"القتل العمد". (الأناضول)