قام التلفزيون و الإذاعة الوطنيين في نيوزيلندا لأول مرة في تاريخ البلاد برفع أذان الجمعة بالتزامن مع مراسيم تشييع و تأيسن ضحايا “مجزرة المسجدين” الإرهابية، و التي راح ضحينها 50 مصبيا الجمعة الماضية. و أقيمت الصلاة في ساحة "هاغلي بارك" مقابل مسجد النور في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، أحد المسجدَين اللذين تعرضا للهجوم الإرهابي، وحضرتها رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن، حسبما نقل موقع "راديو نيوزيلندا" الخاص. وبعد رفع الأذان في جميع أنحاء نيوزيلندا عبر التليفزيون والإذاعة الوطنيين، تأبينا لضحايا الاعتداء الإرهابي، تم الوقوف دقيقتي صمت في جميع المؤسسات والتجمعات. وقدر الحشد الذي حضر الصلاة بنحو 20 ألفا، بينهم الآلاف من غير المسلمين الذين حرصوا على التواجد كنوع من التضامن مع المسلمين في مصابهم الأليم. وقال خطيب مسجد النور، جمال فودة، وهو أحد الناجين من "مجزرة المسجدَين"، إنّ "دماء ضحايا الاعتداء الإرهابي لن تذهب هدرا، بل من خلالهم سيرى العالم جمال الإسلام وجمال وحدتنا". وقال خلال خطبة الجمعة: "لقد حاول الإرهابي تمزيق أمتنا بأيديولوجيته الشريرة، لكن على النقيض، أظهرنا للعالم أن نيوزيلندا غير قابلة للانقسام". وأضاف: "نحن محبطين ولكننا لم نكسر. نحن على قيد الحياة. نحن معا. نحن مصممون على عدم السماح لأي شخص بتقسيمنا". وتابع: "مجزرة المسجدين نتيجة خطاب الكراهية الذي يقوده بعض الزعماء السياسيين، وعلى العالم وضع حد لخطابات الكراهية تلك وسياسة الخوف المرضي من الإسلام (الإسلاموفوبيا)". كما مضى قائلا: "الإسلاموفوبيا تقتل، وتم استخدامها بوحشية في جميع أنحاء العالم، فهي حملة تهدف إلى التأثير على الناس وجعلهم يشعرون بالخوف من المسلمين". في وقت لاحق على صلاة الجمعة، أقيمت جنازة جماعية لدفن 26 من الضحايا في مقبرة بمدينة كرايست تشيرش حيث تم بالفعل سابقا دفن 10 آخرين من الضحايا. وقام أفراد أسر الضحايا بالتناوب لدفن أحبائهم، مستخدمين مجارف وعربات يدوية. وشملت الجثامين، التي تم دفنها اليوم، الضحية الأصغر، موكاد إبراهيم، البالغ من العمر 3 سنوات. والأربعاء، أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، رفع الأذان والوقوف دقيقتي صمت، اليوم الجمعة، في ذكرى مرور أسبوع على المجزرة المروعة ببلادها. ووفق إعلام محلي، "تم اختيار الوقوف دقيقتي صمت بدلا من دقيقة واحدة كالمعتاد، بسبب حجم المأساة". والجمعة الماضية، استهدف هجوم دموي مسجدين ب "كرايست تشيرتش" النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصا أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون. فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفذ، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، ومثل أمام المحكمة السبت الماضي، ووجهت إليه اتهامات ب"القتل العمد"،