أكدت دراسة حديثة أن صورة المرأة المغربية باهتة على مستوى وسائل الإعلام المغربية، حيث تكون حاضرة في خلفية برامج النقاش السياسي، أو كضيفة صامتة في بلاطوهات برامج التلفزيون المغربي. و حسب الدراسة نفسها و المصدرة من طرف معهد التنوع الإعلامي البريطاني، فإن الخطاب الإعلامي المغربي يميل إلى الإفراط في الإيجابية والتفاؤل في محاولة لتجميل صورة المرأة فيما يخص مشاركتها في الشأن العام ، رغم كون الخطاب العام والإشكاليات التي يطرحونها أو يطرحها مذيع البرنامج يوحي بعكس ذلك. وفي نشرات الأخبار، يتم اعتماد المرأة كمصدر للخبر بنسبة لا تتعدى 25%، كما أن المدة الزمنية الممنوحة للمرأة تنكمش إلى 12.6%، ويتم اللجوء للرجل كمحلل وأستاذ جامعي وخبير أكثر بكثير من المرأة، مما يوحي بأن له قدرة أكبر من المرأة على التحليل والتأطير من خلال الرأي، و عن نتائج البحث الذي أعده الخبير الإعلامي عبد الوهاب الرامي فإنها تشير لوجود ربط المرأة اجتماعيا بالأسرة والزوج والخدمات المنزلية بنسبة تناهز 70%، مقابل 27% للرجل، الذي تتيح له الإذاعات والصحف المغربية أن يبرز أكثر في محيط العمل والأنشطة النقابية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. ومن بين أبرز الصور النمطية التي تقدمها وسائل الإعلام المغربية للمرأة، تقديمها في دور الضحية، فتقول الدراسة إن الصحافة المغربية تتعقب المرأة كضحية بنسبة 70%، مقابل 30% للرجل، وتوصي الدراسة التي شملت فترة الحملة الانتخابية في المغرب عام 2015، بتعزيز حضور المرأة على مستوى الخطوط والسياسات التحريرية لوسائل الإعلام، والاهتمام ب"أدوار الريادة" بالنسبة للمرأة، وعدم الاكتفاء ب"أدوار المشاركة" التي يستفيد منها الرجل أكثر. كما دعت الدراسة إلى الابتعاد عن ربط المرأة اجتماعيا بالأسرة والزوج والخدمات المنزلية، بشكل يكرس ارتهانها لهذا الثالوث أكثر من الرجل، وعدم توصيف المرأة عبر جنسها فقط، وتقديمها ما أمكن من خلال ملامحها الاجتماعية والثقافية والسياسية.