في سابقة هي الأولى، بث التليفزيون الجزائري الرسمي، ليل الإثنين/الثلاثاء، تقريرا حول الحراك الذي تشهده البلاد ضد ترشح الرئيس “عبدالعزيز بوتفليقة” لولاية خامسة؛ تضمن شعارات لمواطنين يطالبون برحيل النظام وما وصفوه بالزمرة الفاسدة، وذلك بعد أن كان يكتفي في تغطياته السابقة للحراك بنقل صورة عامة عن مواطنين تظاهروا للمطالبة بتحسين الأوضاع. وكانت تغطية التليفزيون الجزائري لمظاهرات الجمعة الماضي، والتي لاقت انتقادات، تمثلت في دقيقتين فقط، وخصص الجزء الأكبر منها لبث صور لشباب قاموا بأعمال عنف مع نهاية المسيرات رغم أن بيانا للشرطة قال إنهم مراهقون كانوا تحت تأثير مواد مخدرة. وأعاد التليفزيون الجزائري بث مظاهرات حاشدة شهدتها البلاد، الجمعة الماضي، احتجاجا على ترشح “بوتفليقة، بينما قال المعلق: “جمعة 22 فبراير يوم ليس ككل الأيام في عام ليس ككل الأعوام وصوت الشعب لا يعلو فوقه أي صوت”. وأضاف: “هؤلاء أرادو وضعا آخر غير هذا الوضع وحياة أخرى غير هذه الحياة ونظاما آخر غير هذا النظام.. هؤلاء شباب مسالم ربيعهم جزائري لا عربي ولا أعجمي يطمحون”. وتابع: “هؤلاء لا يريدون ذهاب الرئيس دون ذهاب النظام، لكن الأمر يتطلب هدوءا، والرسالة وصلت من الشعب إلى الرئيس فأجاب الرئيس”، في إشارة إلى رسالة وجهها “بوتفليقة” بمناسبة ترشحه وتعهد فيها بتغيير النظام حال فوزه بولاية خامسة. ويعد هذا التقرير أمرا لافتا بحكم أن التليفزيون الجزائري مؤسسة تخضع لتوجيهات مباشرة من الرئاسة ووزارة الإعلام، كما أنه كان يكتفي في تغطياته السابقة للحراك بنقل صورة عامة عن مواطنين تظاهروا للمطالبة بتحسين الأوضاع. وتشهد الجزائر موجة نادرة من الاحتجاجات تضمنت نزول عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشارع، مطالبين بتنحي “بوتفليقة” (82 سنة) من منصبه، خاصة أنه يعاني من تدهور في حالته الصحية منذ سنوات. ودعت المعارضة الجزائرية، التي تعاني حالة من الضعف والانقسام، إلى المزيد من الاحتجاج ضد ترشح الرئيس الجزائري، الذي يقبع في السلطة منذ 1999، لفترة ولاية خامسة، لكن محللين يرون أن الموجة الاحتجاجية الحالية دون قائد وتفتقر إلى التنظيم في هذا البلد الذي يسيطر عليه المحاربون القدامى الذين خاضوا حرب الاستقلال ضد فرنسا في الفترة منذ 1954 حتى 1962. وأجرى “بوتفليقة” تغييرات كبيرة في حملته الانتخابية، أبرزها تغيير مدير الحملة الذي أقيل من منصبه السبت الماضي، حيث تداولت وسائل إعلام محلية أنه فشل في التعامل مع المتظاهرين ضد رئيس البلاد أثناء الحركة الاحتجاجية الأكبر التي تشهدها المنطقة منذ ثورات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من زعماء الدول العربية في 2011. ويرى معارضو “بوتفليقة” أنه لم يعد يتمتع بالمقومات التي تمكنه من قيادة الجزائر نظرا لحالته الصحية المتردية، ومزاعم الفساد التي تحاصره، والافتقار إلى الإصلاحات اللازمة لمواجهة تفاقم البطالة وحالة الجمود التي تسيطر على القائمين على اقتصاد البلاد. وشهد الجمعة الماضي، أكبر موجة احتجاجية في الجزائر حيث قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف نزلوا إلى شوارع المدن الرئيسية، وأسفرت الموجة الأخيرة عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن أدت إلى وفاة شخص إثر أزمة قلبية وإصابة 183 آخرين، وفقا ل”وكالة الأنباء الجزائرية”.