أفردت الصحافة الجزائرية الصادرة اليوم السبت حيزا هاما لمسيرات الجمعة الثانية المناهضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، واصفة إياها ب "التاريخية". والجمعة، خرجت تظاهرات حاشدة في العاصمة الجزائرية وجل محافظات البلاد، للجمعة الثانية على التوالي، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في انتخابات، 18 أبريل. وأعلنت الشرطة الجزائرية، إصابة 56 من أفرادها، وتوقيف 45 متظاهرا بالعاصمة، عقب اندلاع أعمال شغب محدودة بذات المدينة. وشارك في المسيرات شباب وأطفال كبار وصغار نساء ومسنون إلى جانب شخصيات سياسية معارضة وأخرى تاريخية على غرار الشخصية الثورية جميلة بوحيرد. ونقلت وسائل اعلام محلية عن مصادر في الشرطة، ان مسيرة العاصمة شهدت مشاركة اكثر من 800 ألف متظاهر. وخصصت صحيفة الشروق (خاصة) الواسعة الانتشار صفحتها الاولى للمسيرات وقالت "متظاهرون في مسيرات سلمية حاشدة بكل الولايات/ جمعة ثانية ضد العهدة الخامسة". وذكرت الشروق أن مئات الآف المواطنين خرجوا للاحتجاج سلميا عبر مختلف ولايات (محافظات) البلاد.ولفتت الصحيفة إلى ان رموز المعارضة التحقت بالمسيرات ولحق بها شخصيات وطنية وفنانون، رغم بعض اعمال الشغب المحدودة التي تسبب فيها مندسون عند نهاية المسيرات بالعاصمة. أما صحيفة الخبر (خاصة) فخصصت صفحتها الأولى كاملة للمسيرات المناهضة للعهدة الخامسة لبوتفليقة، وعلقت بالقول "مئات الآلاف خرجوا ضد الخامسة/ آن للنظام أن يستمع". وأفردت الصحيفة حيزا واسعا لمسيرات الجزائريين عبر المحافظات.وأشارت أن هذه المظاهرات فرضت نفسها على المشهد السياسي والإعلامي الجزائري. واعتبرت الخبر أن مسيرات الجمعة الثانية ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة كانت عبارة عن امتداد لمظاهرات 22 فبراير. صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية (خاصة) خصصت هي الاخرى صفحتها الاولى بالكامل للجمعة الثانية من المسيرات الرافضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وبصورة لجزائريين يتظاهرون وسط العاصمة رافعين الرايات الوطنية، عنونت الوطن بالقول "مسيرات تاريخية في كامل أنحاء الجزائر/ إرحلوا"، في اشارة لشعار ردده المحتجون مطولا. وأشارت أن الجزائريين ومن خلال هذه المظاهرات السلمية اعطوا اشارة واضحة للسلطة ومسؤولين كبار، الذين كانوا يحذرون ويخوفون من الانزلاق نحو المجهول. أما الموقع الاخباري "كل شيء عن الجزائر" الخاص في نسخته الفرنسية فتطرق للمسيرات بمقال تحليلي عنوانه "ملايين الجزائريين في الشارع، وماذا بعد". وقال إن مسيرات الجمعة الأولى في 22 فبراير، لم تؤثر قيد انملة على النظام، الذي رد عبر رسالة للرئيس بوتفليقة بعد يومين، في ذكرى تأميم المحروقات 24 فبراير1971. وذكر أن المعطيات تغيرات بمسيرات الجمعة الثانية، التي لم تشهد مشاركة الآلاف بل الملايين من الجزائريين في انحاء البلاد. وشدد الموقع أن "هذا الحدث الفريد من نوعه والتاريخي منذ ثورة التحرير (54-1962)، لا يمكن بل من الصعب أن يستمر النظام في تجاهل مطالبه، وهو رحيل بوتفليقة والنظام الحالي". وتطرقت وكالة الانباء الرسمية للمسيرات لكنها وصفتها بمظاهرات مطالبة بالتغيير والإصلاحات العميقة. وذكرت الوكالة الحكومية أن آلاف الجزائريين خرجوا في العاصمة وعدة ولايات (محافظات) في مسيرات سلمية تطالب بالتغيير وبإصلاحات عميقة في تسيير شؤون البلاد. ولم تشر الوكالة لمطالب المحتجين المناهضة لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، رغم انها تطرقت لذلك في حراك الجمعة الاولى للمسيرات في 22 فبراير/ شباط الماضي. وفي 10 فبراير، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، تلبية "لمناشدات أنصاره"، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على "إصلاحات عميقة" حال فوزه. ومنذ ذلك الوقت، تشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، شاركت فيه عدة شرائح مهنية، من محامين وصحفيين وطلبة