فيما طالبت أحزاب المعارضة في الجزائر، النظام للاستماع لصوت الشارع، والرحيل من الحياة السياسية، لزم المؤيدون للعهدة الخامسة لبوتفليقة، الصمت، واختاروا انتظار اتضاح الرؤية. وخرج المترشح للرئاسيات اللواء المتقاعد علي غديري، ليطالب النظام بالاستجابة لمطالب الشعب الجزائري الذي خرج أمس الجمعة إلى الشارع رافضا للعهدة الخامسة.وقال المترشح علي غديري خلال إشرافه على تنشيط منتدى "جمعية راج" اليوم السبت 23 فيراير بالعاصمة، "على النظام أن يرتقي لدرجة الوعي التي اظهرها جموع المتظاهرين المطالبين بالتغيير والقطيعة مع منظومة الفساد و الرشوة و المحسوبية و إهدار أموال الشعب" بطريقة سلمية و دون سفك للدماء. و انتقد غديري في السياق إصرار النظام على الإساءة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، محملا الداعين للعهدة الخامسة مسؤوليتهم التاريخية فيما تتعرّض له صورة بوتفليقة من إهانة أمام الشعب و العالم، في إشارة إلى مشهد إسقاط صورته و دوسها في عنابة منذ أيام، مضيفا " كنا نتمنى أن يذهب الرئيس معززا مكرم و لم نكن يوما ننتظر أن تداس صورته". ومقابل هذا لم تُصّدر الأحزاب الداعمة للرئيس بوتفليقة، لحد الساعة أي تعليق أو ردة فعل على الاحتجاجات الرافضة للعهدة الخامسة، وكأن المسيرات الحاشدة التي نُظمت أمس الجمعة، في عدة ولايات من الوطن، وضعتها في ورطة. وقالت مواقع محلية إنه طيلة الأسبوع الماضي، ظلت الأحزاب الموالية للسلطة في مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، وحتى تجمع أمل الجزائر، تُهون من "معارضة العهدة الخامسة"، وتُحذر من دعوات الخروج إلى الشارع، والتي إعتبرتها "محاولة للفوضى وضرب استقرار الوطن" على حد وصفها. ودعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، مناضلي حزبه، إلى التجند خلف المرشح عبد العزيز بوتفليقة لضمان فوزه في الاقتراع الرئاسي المقبل، قائلا في رسالة وجهها إلى إطارات حزبه ومناضليه "يجب علينا جميعًا تجنيد كل قدرات وطاقات التجمع الوطني الديمقراطي، لدعم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة والمساهمة في تحقيقه الفوز بعهدة رئاسية جديدة لضمان الاستمرارية في بناء الجزائر وتقدمها".
في الجهة المقابلة، لا تزال البرقية التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية حول المظاهرات الرافضة للعهدة الخامسة تثير الكثير من الجدل، وفتحت المجال واسعًا أمام القراءات. ونقلت الوكالة الرسمية أن" مئات المواطنين، أغلبهم من الشباب، تجمعوا بعد صلاة الجمعة، في الجزائر العاصمة، وفي مناطق أخرى من البلاد، تعبيرًا عن مطالب ذات طابع سياسي" الأكثر من ذلك أنها نقلت شعارات المحتجين على غرار "نعم للعدالة"، و"مسيرة سلمية"، و"تغيير وإصلاحات"، مشيرة إلى أن المحتجين "طالبوا بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة جديدة". واعتبر البعض أن نقل وكالة الأنباء الجزائرية لدعوات سحب العهدة الخامسة، ليس صدفة، وأن فرضية عدم ترشح الرئيس ممكنة، بينما ذهب آخرون إلى التأكيد أن تغطية الوكالة الرسمية يندرج في إطار "التنفيس" لا غير.