تزايدت الدعوات إلى تنظيم مظاهرات ضد ترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للولاية الخامسة. فقد بدأ الجزائريون الرافضون لترشح بوتفليقة، في الانتقال تدريجياً من الفضاءات الافتراضية إلى الشارع كالطرق والساحات، للتعبير عن معارضتهم للقرار الذي حمل إليهم عبر رسالة خطية تناقلتها وسائل الإعلام. وبالفعل خرجت مظاهرات ضد ترشح الرئيس الجزائري خلال الأيام القليلة الماضية. وتظاهر آلاف المحتجين، بمدن عديدة شرق البلاد ووسط العاصمة الفرنسية باريس، حاملين شعار «لا للعهدة الخامسة»، بينما يتم التحضير على مواقع التواصل الاجتماعي لمسيرة وطنية يوم 22 فبراير، عقب صلاة الجمعة عبر كامل الولايات الجزائرية. في المقابل، أجمعت الأحزاب السياسية الجزائرية ومؤسسات أمنية، على ضرورة اليقظة وتفادي كل ما من شأنه أن يدفع إلى انزلاقات. وبينما يغلي الشارع الجزائري ضد قرار ترشح بوتفليقة، يصر النظام عبر أبواقه على تأجيج هذه الغضب، حيث أدلى الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى بتصريح مستفز لقناة فرانس 24 الفرنسية، قال فيه «الشعب الجزائري، سعيد جداً، بترشح الرئيس لعهدة رئاسية جديدة، وكان ينتظر بفارغ الصبر هذا الإعلان». وفي 14 فبرايرالجاري، وبالمقر الوطني للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عاد الوزير الأسبق ومدير الحملة الانتخابية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، عبدالمالك سلال، للظهور مجدداً، وأدلى بكلمة مقتضبة قال فيها «سنلتقي في الميدان، ومتأكدون أننا سننجح، لماذا؟ لأن إعلان ترشحه (الرئيس)، أخذ صدى كبيراً». وأضاف «انظروا إلى المجتمع الدولي، لا أحد رفض، انظروا إلى كامل القطر الوطني لا أحد رفض». قبل أن يستطرد قائلاً «هناك أناس ليسوا موافقين، وهذا لا يطرح إشكالاً، نحن نسير بشفافية كاملة». هذان التصريحان ألهبا العديد من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، لتبدأ الجمعة 15 من ذات الشهر، الأصوات الرافضة للعهدة الخامسة تصدح من الشوارع. وإلى جانب مسيرات الغضب، وكذا المسيرة الضخمة المعلنة الجمعة القادم، سجل شريط فيديو، ولأول مرة، إقدام عدد من الشباب الغاضب على إنزال صورة بوتفليقة من مقر إدارة رسمية، وتمزيقها قبل الدوس عليها، في واحدة من المشاهد التي لم تسجل قبل الآن، والتي تكشف حقيقة الغضب الكامن في صدور الجزائريين من هذا النظام.