نظم آلاف الطلبة الجزائريين اليوم الثلاثاء، تجمعات ومسيرات حاشدة في عدة ولايات بالجزائر، احتجاجا على الولاية الرئاسية الخامسة للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة. ففي تيزي وزو وبجاية وسكيكدة وعنابة ووهران والجزائر العاصمة، وغيرها من المدن، ردد الطلبة هتافات مناهضة لرئيس الدولة والمقربين منه، منها على الخصوص: "لا للعهدة الخامسة"، "لا نريد لا بوتفليقة ولا حاشيته"، كما لوحظ في جامعة الجزائر "بن يوسف بن خدة". وقد تجمع حوالي 800 طالب في ساحة هذه الجامعة، وكانوا يريدون الخروج إلى الشارع، لكن أجهزة الأمن منعتهم، من خلال إحكام إغلاق البوابات. كما منع الصحافيون من الدخول إلى الحرم الجامعي، من قبل أعداد كبيرة من رجال الشرطة انتشروا في عين المكان. و جرت المظاهرة بطريقة سلمية على غرار المظاهرات السابقة، غير أن الأجهزة الأمنية قامت بعدة اعتقالات على الرغم من الطابع السلمي للمظاهرة. وفي جامعة بوزريعة، تمكن الطلبة من مغادرة الحرم الجامعي من خلال مخرج ثانوي لم يكن يخضع لمراقبة الشرطة، التي كانت منتشرة مع ذلك في المكان. وتمكن هؤلاء المتظاهرون من الخروج إلى الشارع قبل أن تفرقهم الشرطة. وشهدت جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين في باب الزوار، حالة من الغليان منذ الساعات الأولى من الصباح. وحاول مسؤولو هذه الجامعة تهدئة الوضع لثني الطلبة عن مواصلة المظاهرة لكن دون جدوى حيث واصل هؤلاء تنظيم حركتهم الاحتجاجية. وإذا كانت مظاهرات الطلبة في العاصمة قد اقتصرت على حرم الجامعات، فإن المظاهرات الطلابية في ولايات أخرى، كسرت جدار الخوف لتخرج إلى الشارع، كما كان عليه الحال في بومرداس ووهران وتيزي وزو وعنابة. ومنذ الإعلان الرسمي عن رغبة الرئيس المنتهية ولايته الترشح لولاية خامسة، تم تنظيم العديد من المظاهرات في جميع أنحاء البلاد. وخرج مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم إزاء ما وصفوه ب"العهدة الزائدة عن الحد" للرئيس. ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات مناهضة للنظام الحاكم ولترشح الرئيس المنتهية ولايته. واتخذت المظاهرات زخما كبيرا يوم الجمعة الماضي، ولاسيما في الجزائر العاصمة، حيث نظمت للمرة الأولى منذ نحو عشرين عاما مسيرة "سياسية" كبيرة في الشوارع، بتزامن مع مظاهرات أخرى في جميع أنحاء البلاد.