قال إبراهيم قراغول رئيس تحرير صحيفة يني شفق التركية، إنّ عملية اغتيال الصحفي والإعلامي جمال خاشقجي إنتاج إسرائيلي – سعودي – إماراتي، وانها بداية لمستقبل أسود، مضيفاً، ان الذين استهدفوا المواطنين السعوديين، غدًا يستهدفون مواطني أو سياسيي دول أخرى، مؤكدًا أن العقلية التي قتلت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالسم، هي نفسها التي تورطت اليوم في اغتيال خاشقجي، كما أنّ المجرمين أمثال محمد دحلان متورطون في هذه الجريمة، وأن من وضع المخطط هو محمد بن زايد لأنه ولي نعمة ابن سلمان، وولي نعمة الاثنين هي الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية. وأكد ان واقعة قتل الصحفي خاشقجي بوحشية داخل القنصلية السعودية في إسطنبول لهي بربرية نادر أن يرى العالم مثلها، مشيراً إلى ان العملية نفذت بعقلية داعشية، وطريقة انتقامية على غرار ما يحدث في سجن أبو غريب، متسائلاً، إذا كانت طريقة القتل كما أُعلن عنها، فإننا سنكون أمام حقيقة مفزعة هي كيف يمكن لدولة ونظام حاكم أن يتصرف كعصابة وتنظيم إرهابي؟. وأوضح قراغول ان المذبحة لهي أبرز دليل على الطرق التي يقمع بها النظام السعودي ويتخلص من كل من يعارضه، كما أنها دليل على ما يمكن فعله مستقبلًا، مشددا على أن ” قتل خاشقجي في تركيا وفي وسط إسطنبول تعتبر ضربة شديدة وجهت إلى شرف بلدنا”. واعتبر قراغول أن تحويل إسطنبول إلى مركز عملية مخابراتية وتلطيخها بوحل عملية إرهابية يعتبر هجومًا على كونها مدينة آمنة وساحة للحرية، لافتاً إلى أنّ المدينة تعتبر ميناء وملجأ آمنًا ومساحة للحرية بالنسبة للمفكرين العرب والمسلمين. ولهذا فإنّ هذه الجريمة تعتبر هجومًا على هذه الخاصية التي تتمتع بها تركياوإسطنبول، لافتاً إلى أن واقعة خاشقجي إشارة للمفكرين والمعارضين العرب، ورسالة تهديد بأنهم ربما يتعرضون لعمليات جديدة على الأراضي التركية. وطالب بتشكيل شبكات مخابراتية تكون قادرة على الكشف عن ملابسات العمليات السرية، مشدداً على أن إرسال فرق الاغتيال على متن الطائرات وخطف الشخصيات البارزة وقتلها ليس وضعًا يمكن لتركيا تقبله. ووصف قراغول عمليات الاحتجاز أو الاختطاف أو القتل بأنها أسلوب صريح للاستخبارات الإسرائيلية، كاشفاً أن من جاؤوا إلى إسطنبول مع السعوديين كان بينهم إسرائيليون وإماراتيون ومصريون، موضحاً أنّ هذه الدول وأجهزتها الاستخباراتية تتحرك بشكل مشترك في المنطقة بأكملها وتحاول تنظيم شؤون الشرق الأوسط وفق المصالح الأمريكية — الإسرائيلية في المنطقة، وتؤسس التنظيمات الإرهابية وتشعل فتيل الحروب الأهلية وتنفذ العمليات السرية في المنطقة معًا، كما انهم يتحركون في المنطقة بأكملها بعدوانية شرسة مضادة لتركيا، ويحاولون وضع حجر الأساس النفسي لحرب تركية — عربية وإنشاء موجة معادية لتركيا. وتابع، ان الاستخبارات الأمريكية — الإسرائيلية تدير أجهزة الاستخبارات في السعودية والإمارات ومصر، وهنا نحن أمام جريمة شنيعة تفوق الممارسات الاستخباراتية، فكأن البعض يريد أن يستغل هذه الجريمة لجر العلاقات التركية — السعودية إلى مستوى لا يمكن إصلاحه. وأكد أن تركيا تحركت بحذر شديد لتحول دون وقوع أزمة، بالرغم من التهور الذي يسيطر على القيادة السعودية الجديدة، لافتاً إلى أن أنقرة صبرت كثيرًا وتصرفت بعقلانية وحملت دائمًا أمل إصلاح العلاقات وتقويتها، ووضعت حساسية المواطنين السعوديين خصوصًا دائمًا في المقام الأول، معتبراً أن توقيت الجريمة يجعلنا نتساءل: هل كان هناك احتمال للتقارب بين البلدين فتمّ القضاء عليه؟”. هل يحاول البعض إفشال بعض الأمور؟ هل لهذا الغرض خططوا لجريمة اغتيال خاشقجي؟ مضيفاً اننا أمام سيناريوهات شبيهة بسيناريو إسقاط الطائرة الروسية من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل ومنظمة غولن الإرهابية. ووصف قراغول ابن زايد وابن سلمان بانهما زعيمان كرّسا كل ما يملكان في سبيل عداوة تركيا، فهما يدعمان جميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة ويمدانها بالأموال والسلاح ضدّ تركيا، كما يحاولان تشكيل موجة لترسيخ معاداة تركيا في العالم العربي، مؤكداً أنّ هذين الزعيمين هما اللذان يقدمان الدعم الأكبر لممر الإرهاب في شمال سوريا، كما كانا جزءا من جميع المؤامرات الدولية الساعية لإسقاط أردوغان، علاوة على انهما يدعمان ويمولان سرًّا تشكيل معارضة جديدة ضدّ أردوغان، فضلا عن اجتماعات منظمة غولن الإرهابيّة مع حكام دبي الذي لا يزال لغزًا لم يحله أحد. 4 مليارات دولار وكشف أن ولي العهد السعودي قدم 4 مليارات دولار إلى الولاياتالمتحدة للإبقاء على الجنود الأمريكان في سوريا، معتبراً هذا الأمر لا ينبع من حرصه على مواجهة التهديد الإيراني، بل الدافع هو عداء تركيا، ذلك أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل أسستا محورًا جديدًا مضادًّا لتركيا من خلال الإمارات والسعودية ومصر، معتبراً أن ال 100مليون دولار المدفوعة من أجل بقاء ال بي كا كا في الرقة هي جزء من هذا المخطط الدولي الخطير الذي يهدف لتشكيل كتلة عربية تستهدف تركيا بشكل صريح. وتوعد رئيس تحرير صحيفة يني شفق التركية، القيادة الإماراتية بأنها ستدفع ثمن الخيانة والشرور غاليًا، موضحا أن تسليحها لداعش وبي كا كا وتحريضها للهجوم على تركيا ودعمها لممر الإرهاب في شمال سوريا يعتبر خيانة كبرى لتركيا وللمنطقة بأسرها. من جهة ثانية نظمت هيئات إعلامية عربية وتركية، وشخصيات سياسية، أمس وقفة أمام القنصلية السعودية في إسطنبول، تضامنا مع الصحفي جمال خاشقجي للمطالبة بالكشف عن مصيره، عقب اختفائه بعد دخول قنصلية بلاده في إسطنبول لإجراء معاملة. ودعا المجلس العربي للثورات الديمقراطية وبيت الإعلاميين العرب في تركيا للوقفة تعبيراً عن تضامنهم مع الصحفي السعودي.