يسمّى في بالذهب الأحمر وملك التوابل لندرته وفائدته وغلاء ثمنه، هو الزعفران المغربي الحر أو زعفران “تالوين” هذه المنطقة التي تقع شمال المملكة اكتسبت شهرة فاقت الحدود بفضل منتج الزعفران ذي الجودة العالية . الزعفران أو الذهب الأحمر كما يحلو للمغاربة تسميته لا تخلو الموائد والأطباق المغربية منه، نظراً لنكهته المميزة وخصائصه العلاجية؛ لذا تقتنيه جميع الأسر. وتعد زراعة الزعفران في تالوين التي تلقب بعاصمة الذهب الأحمر في المغرب من اختصاص السيدات دون منازع، فزراعته أصبحت مطلوبة نظراً لثمنه الباهض إذ يصل الغرام منه إلى 12 دولاراً، وقفز سعره عالمياً في السنوات الأخيرة لعدة أسباب منها حظر الولاياتالمتحدة استيراده من إيران، وبالتالي باتت زراعته والتجارة فيه تدر دخلاً كبيراً للعائلات. وتستخرج زهور الزعفران يدوياً في عملية دقيقة تحتاج إلى قدر كبير من الخبرة، حيث يتطلب الحصول على 500 غرام من “الذهب الأحمر” زراعة ما لا يقل عن 70 ألف زهرة يجب أن تكون كلها صحيحة وصالحة، كما أن الزعفران الطازج لتالوين بعد أن يتم تجفيفه يفقد الكثير من وزنه و 25 كيلوغراما منه يصير بعد التجفيف 5 كيلوغرامات فقط. ويتم جني زهرة الزعفران بين منتصف أكتوبر ومنتصف نوفمبر خلال ساعتين أو ثلاث ساعات قبل تفتحه في الصباح الباكر بعيدا عن حرارة الطقس لتجنّب الذبول الذي يحدث ساعات قليلة بعد تفتح الزهرة بمجرد تعرضها لأشعة الشمس. ويعتبر الزعفران الذي تم جنيه عندما تكون الزهور متفتحة كليا من الدرجة الثانية من حيث الجودة نظرا لضياع مذاق النبتة. ويتنقل جامعو الزهور وسط الممرات وما بين الخطوط أثناء عملية الجني، أين تتواجد على مقربة منهم من الجانبين الزهور مع الحرص على عدم إتلاف زهر البصلات الأخرى التي لم تتفتح بعد وهم يرفعون أصواتهم بالمواويل الأمازيغية الدافئة. وتؤخذ الزهرة من الأساس ما بين إبهام وسبابة اليد وتقطع بواسطة الأظافر، وهذا ما جعل العديد من النساء يتخصصن في الجني في حين يتكفل الرجال بعملية الزرع والري والحماية من النباتات الطفيلية، ويجمع المحصول في سلات صلبة لتجنب التكدس وتكسّر السمات. ويتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد ما بين 10 آلاف و15 ألف درهم (3000 دولار أمريكي)، ويلزم ما بين 120 ألف و140 ألف زهرة لإنتاج كيلوغرام واحد من “زعفران تالوين الحر”. ورغم أن الزعفران يشكل ثروة حقيقية بالنظر لسعره المرتفع وعدد فرص الشغل التي يوفرها إلا أن القيمين على القطاع الفلاحي بالمغرب لايعطون لزراعة الزعفران الأهمية التي يستحقها بالنظر لعوائده المالية حيث تنشط في زراعة هذا المنتوج 3 تعاونيات نسائية فقط بتالوين تنتج قرابة 2 إلى 3 أطنان سنوياً، وهو رقم ضعيف جدا بالمقارنة مع دول أخرى كإيران مثلا التي تتصدر قائمة الدول المنتجة للزعفران في العالم، حيث يصل إنتاجها إلى حوالي 250 طن سنوياً، أي ما يوازي 30 في المائة من مجمل الإنتاج العالمي.