قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “إيهود أولمرت” إن السعودية باتت تمثل “دولة تسعى للسلام والتوصل إلى تسوية سياسية بالشرق الأوسط، مبديا قبوله إشراف سعودي على الأماكن الإسلامية المقدسة بمدينة القدسالمحتلة. وفي مقابلة مع قناة “I24” الإسرائيلية، وصف “أولمرت” ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان” بأنه “زعيم يكرس جهودا جمة لخلق (تطبيع) في ظل الأجواء الدولية التي تسود الشرق الأوسط”. كما امتدح “أولمرت”، خلال المقابلة، رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس”، ووصفه بأنه “شريك للسلام”، قائلا: “أبو مازن كان شريكا، حتى عندما ارتكب أخطاء صعبة في عهدي، لكنه كان شريكا وبقي شريكا وتجب مساندته”. وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أنه توسل ل”عباس” بأن يوقع على تفاهمات توصلا إليها للتسوية الفلسطينية، لكنّ الأخير طلب منه إمهاله أياما، ولم يعد إليه بجواب، على حد تعبير “أولمرت”، الذي دخل بعدها السجن. وعن محاكمته، قال: “واجهت مقاومة لا يستهان بها من قبل جهات سياسية. خافوا جدا من اقتراحات السلام التي اقترحتها وعملوا المستحيل لإسقاطي حتى لا أتمكن من إتمام هذه العملية. جائز أن أبا مازن خاف”. وفي المقابل، هاجم “أولمرت” حزب الله اللبناني بقوله: “لم يجرؤ حزب الله على إطلاق ولا حتى رصاصة واحدة نحو إسرائيل”، معتبرا أن “هذا وضع لم يسبق له مثيل على مدار 70 عاما، على الحدود بين إسرائيل ولبنان، وذلك بسبب خوفهم من الرد الإسرائيلي”. واعتبر “أولمرت”، الذي أخلي سبيله العام الماضي بعد قضائه 16 شهرا في السجن إثر إدانته في قضايا فساد، أن “حرب لبنان الثانية (2006)، غيرت الحالة الذهنية في جنوبلبنان بشكل لم يسبق له مثيل”، زاعما أن ذلك يمثل “نجاحا استراتيجيا لإسرائيل من الدرجة الأولى”. ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق رسالة تهديد إلى حزب الله، قائلا: “ما كنت لأنصح نصر الله (زعيم حزب الله) أن يعبث معنا، أعتقد أنه ما زال لغاية اليوم يلزم الغرفة المحصنة تحت الأرض، فهذا هو مكانه الطبيعي، فليجلس بهدوء هناك ولا يحاول أن يفعل شيئا فوق طاقته”. وفي سياق متصل، أقر “أولمرت” بفشل الحكومة الإسرائيلية، التي يتزعمها “بنيامين نتنياهو”، في التعامل مع حركة “حماس” التي تدير قطاع غزة، قائلا: “لا يوجد لإسرائيل خطة عملية وناجعة للقضاء على حماس”. وأضاف: “لست واثقا من أن هذه الحكومة أو أي حكومة إسرائيلية مستعدة لدفع الثمن المنوط بالحرب من أجل القضاء على حماس، لذا، فإنه يجب التوصل لوضع يسهم في تحسين جودة الحياة هناك ويقلص حافز المواطنين في غزة للتعاون مع حماس”. وحمل “نتنياهو” مسؤولية ما اعتبرها “سياسة خاطئة” في تعامله مع حركة حماس، لافتا إلى أن “وظيفتنا (إسرائيل) هي المحاولة قدر الإمكان لتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية، التي تتعاون بشكل ناجع ونزيه مع مساعينا لمحاربة الإرهاب” حسب قوله. وتابع “أولمرت”: “أريد أن يكون لنا رئيس حكومة آخر، لا أعتقد أن نتنياهو هو الرجل المناسب لقيادة إسرائيل، هو لا يمكنه إدارة شؤون الدولة”. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “نتنياهو” شخصا “مخزيا، اصطناعيا، غير حقيقي وغير قوي”، على حد تعبيره، مؤكدا أنه سيعمل على تغيير حكومته بكل السبل.