قال المحلل السياسي، إدريس الكنبوري، فضيحة الماستر والدكتوراه في الجامعة المغربية مقابل المال أثارت زوبعة كبيرة، واليوم تم اعتقال أحد المتورطين من المدرسين في إحدى الجامعات. لكن منطق الفضيحة لا يحل مشكلة ولا يقضي على آفة. كلمة فضيحة تعني أن الحدث استثناء، لكن المشكلة بنيوية في الجامعة المغربية منذ سنوات طويلة، و عوض الإصلاح العام نتفرج جميعا على الوضع وننتظر من يسقط. و أضاف الكنبوري في تدوينة له، الفساد في الجامعة جزء من سياسة عاقلة مدروسة لإفراغها من المحتوى، وقد تحقق الهدف واليوم أصبح هناك عصابات داخل بعض الجامعات تتشكل من أساتذة، وسماسرة من خارج الجامعة يقتنصون الضحايا. الماستر بمبلغ والدكتوراه بمبلغ. أساتذة في الجامعة يبتزون الطالبات. و أوضح المصدر ذاته، أن السقوط الجامعي مرده أيضا التوظيفات بالمحاباة والتحزب والرشوة. الثالوث المقدس في المغرب المعاصر. ادفع تندفع. والنتيجة أن الجامعة لم تعد مؤسسة للعلم والمعرفة بل صارت لها أدوار أخرى، ولم تعد مختبرا للبحث العلمي. مئات المدرسين الذين يملأون الجامعات لم يكتبوا في حياتهم مقالا واحدا أحرى أن يصدروا كتابا، حتى في مجال تخصصهم المفروض فيهم أنهم يتقنونه. و أشار المتحدث، أمن مئات الأساتذة لا يقرؤون كتابا واحدا في السنة الكاملة، حتى في مجال تخصصهم المفروض فيهم أنهم يتطلعون إلى الاجتهاد فيه. هذا أحد الأسباب الكبرى للفساد الجامعي، لأنه يعني محاربة الكفاءات بسبب أنها تضايق المتنفذين، حتى إن هناك مجلات تصدرها بعض الجامعات تستولي عليه فئة معينة حتى لا يظهر إسم أي باحث جديد. و أكد الكنبوري أن أحد الأسباب هو البيروقراطية أيضا. عندما توضع الشروط التعجيزية أمام التسجيل للدراسة أو دخول طاقم التدريس انتظر الفساد. كلما تشددت الشروط كلما ركب عليها الناس للابتزاز. هذه قاعدة في جميع المجتمعات التي تغلق فيها الأبواب الشرعية، لأن النتيجة هي فتح أبواب خلفية، لذلك يخشى المسؤولون من الحرية لأنها تسحب منهم نفوذهم. أحد الأسباب أيضا التعيينات على رأس الجامعات بسبب القرابة أو الوساطة أو الانتماء الحزبي. إذا أردنا فعلا أن نحقق شيئا لهذا البلد إذا يجب أن بفتح حوار وطني حول دور الجامعة في المجتمع، وتوضع استراتيجية حقيقية للخروج بها من النفق. أقول: إذا، وإذا أداة شرط، لكنها في المغرب أداة نصب.