تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي صورة للحرب العالمية الثانية تبرز مشاركة و تضحية الجنود الأفارقة إلى جانب الجنود الفرنسيين في الحرب،حيث تظهر الصورة التي جرى تداولها على نطاق واسع اختباء الجندي الفرنسي وراء الجندي الإفريقى طالبا منه النجدة و حمايته و التصدي بدله للعدو أثناء الحرب. وهو الأمر الذي أثار استياء عدد من النشطاء، معتبرين أنه بالرغم من التضحيات التي قدمها عدد من الجنود الأفارقة للمستعمر في الحرب العالمية الثانية دخلت هذه المساهمة أدراج النسيان،حيث لا يتم شكرهم و لا حتى تكريم ولو جندي واحد من بين آلاف الأفارقة الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير فرنسا وأوروبا. فيما كتب البعض الآخر " يبدو أن التاريخ الذي كتبه المنتصرون لا يقيم سوى إنجازات الجنود الأميركيين والأوروبيين ونسي المشاركة الإفريقية الكبيرة التي تعبأ لها جنود بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والبلدان المغاربية. و تجدر الإشارة إلى أن الجنود الأفارقة شاركوا بكثافة في الحرب العالمية الثانية. فقد تم حشد الآلاف منهم، من مغاربيين ودول الصحراء (المحاربون السنغاليون) ، ومن مختلف المستعمرات الفرنسية للقتال بجانب فرنسا وأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. وقد لعبت الإمبراطوريات الاستعمارية الفرنسية والبريطانية دورا رئيسيا في هذه الحرب. إذ كانت إفريقيا آنذاك مسرحا للعمليات العسكرية وشاركت في تمويل الحرب. كما أن القوى الاستعمارية المشاركة في الحرب (ألمانيا وإيطاليا من جهة، ضد فرنسا وانكلترا وبلجيكا من جهة أخرى) تواجهت في المستعمرات الإفريقية. وساهم ذلك في تعزيز معسكر الحلفاء، خاصة أن إفريقيا شكلت قاعدة خلفية لعمليات الحلفاء العسكرية. من الجانب الفرنسي، قدر مجموع جنود المشاة السنغاليين المشاركين في الحرب بما يناهز 179 ألف جندي، بينهم 40 ألف في أوروبا بالإضافة لأعداد كبيرة أخرى كانت قد حشدت من دول شمال أفريقيا. أما من الجانب البريطاني، فتشير التقديرات إلى أنهم حشدوا ما بين 1940-1944 ما لايقل عن 420 ألف جنديا من مستعمراتهم الإفريقية، بينهم 169 ألف من دول إفريقيا الغربية التابعة للتاج البريطاني و75 ألف من إفريقيا الشرقية و55 ألف من أوغندا و92 ألف من تنجانيقا آنذاك.