التأم رحل دول العالم بمحاميد الغزلان الواقعة في أقصى الصحراء الشرقية المغربية ذات المناخ صحراوي الجاف والبعيدة عن مدينة زاكورة حوالي 90 كيلومتر، وأكثر المناطق لجلب السياح بسبب صحرائها الخلابة ومعالمها التاريخية، تجسيدا لفعاليات الدورة الخامسة عشر للمهرجان الدولي للرحل. المهرجان الدولي للرحل في نسخته الخامسة عشر، شكل منصة لتذوق أطباق موسيقية عالمية بنكهات مختلفة،و مهرجانا للود والتآخي والتلاقح الثقافي واللغوي، ومحفزا على الإبداع والابتكار وتأكيد هوية الرحل الثقافية، ومرجعا دوليا من حيث التنوع الثقافي والانفتاح على العالم. وتتركز مواضيع المنتدى على الموسيقى والباحثة الفرنسية – المغربية غيتة ستيرن والمخرج المالي الشاب سليمان أغ أنانا وسنتناول موضوع تعليم الرحل التقليدي إلى واقع تعليمهم مع الباحث ابن المنطقة الباعلي عبد الله ، إنطلاق من سؤال مركزي كيف يمكن التفكير في إيجاد حلول لمستقبل الرحل في الصحراء التي شهدت تراجعا في عدد سكانها الرحل بنسبة 70٪ في العقد الماضي؟ و أوضح نور الدين بوكراب، مدير المهرجان الدولي للرحل، في كلمته الافتتاحية 22 مارس الجاري، أن الهدف من تنظيم هذا المهرجان، المحافظة على الموروث الحضاري الصحراوي ونشر الثقافة الحسانية من ناحية و إشراك الشباب و الانفتاح على العمق الإفريقي من ناحية أخرى ، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال المساهمة في إبراز جاذبية واحة امحاميد الغزلان و درعة ، والجنوب بل المغرب ككُل. و أضاف بوكراب، أن هدف منذ البداية أن نحيي ثقافة الرحل عبر العالم، بعيدا عن الفلكلور و الصور النمطية و بعيدا عن كل بهرجة و بهلوانية صدّقوني إنه لم يكن يوما نُزْهة بل كان و لا يزال عملا مضنيا نقوم به بشغف و حب و عشق لهذه الثقافة و سحر هذا الجنوب والوطن. من جهته أكد عبد الرحيم شهيد رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة، في تصريح ل"نون بريس" أن زاكورة تمطر ثقافة، و أن توجد مدينة صغيرة في عمق المغرب وعلى مقربة من الحدود مع الجزائر وتجمع هذا الخليط من الجنسيات والثقافات وتحتفل مع الرحل عبر العالم فهي تعبر عن ثقافة عريقة لمحاميد الغزلان، والثقافة اليوم ليست ترفا و إنما صناعة وتنمية وهي الأفق والمستقبل والتعايش مع الاخر. و أوضح لحسن واعرى رئيس المجلس البلدي لمدينة زاكورة في تصريح ل"نون بريس" أن المهرجان في حد ذاته هو الحفاظ على التراث الذي تزخر به المنطقة في ظل العولمة والتغيرات التي يشهدها العالم، و أن التاريخ و التراث أصبح يتم إحياؤه والرجوع للتاريخ والجدور وتحسنه سيعطي صور عن المنطقة وتاريخها وسيعطي صورة عن المدينة بشكل عام. المهرجان الدولي للرحل وبحضور رحل من جنسيات مختلفة حول فضاءات محاميد الغزلان إلى مكان لتذكر عادات الأسلاف، وإحياء ذاكرة الرحل على ضفاف وادي درعة، وبسحر الموسيقى وصدح الأصوات الرنانة، المنفتحة على الأنشطة التقليدية للرحل الصحراويين. عرف اليوم الأول من المهرجان مباراة استعراضية لهوكي الرمال المعروف محليا باسم "المكشاح"، و تنافس فيها رياضيو سباق الهجن المسماة "اللز"، وتنظيم مسابقة لإعداد خبز الرمال "الملا"، و تظاهرة لنصب الخيم التقليدية للرحل.