تشهد رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، في هذه الأيام إجراءات تنظيم الامتحانات العادية للدورة الثانية للموسم الجامعي الحالي 2008/2009. وقد اتسمت هذه الامتحانات كسابقاتها بنوع من الارتجالية في التنظيم الشيء الذي يطرح عدة تساؤلات حول دوافع هذا التوجه المعتمد خصوصا في السنوات التي دخل فيها نظام الفصول حيز التطبيق. ومن جوانب تمظهر هذا الارتجال نذكر التغييرات المفاجئة لمواعيد الامتحانات وعدم تخصيص أوراق الأسئلة الكافية أو انعدامها بالمرة في أكثر من مناسبة واللجوء إلى إملاء الأسئلة مما يثير جوا من الضجيج والبلبلة تقلق راحة الممتحنين داخل قاعة يتجمع فيها أزيد من 150 طالب. وكذا الطاولات التي لا يتم ترقيمها وإعدادها بالشكل المطلوب ولا يتم التأكيد من هوية الممتحنين إن كانوا فعلا من طلبة الفصول المعنية بالامتحان أم جاؤوا فقط للنيابة عن زملائهم في اجتياز بعض المواد كما حدث في العديد من المرات. ينضاف إلى هذا الوضع ضعف الحراسة بسبب قلة الأساتذة الذين يقومون بالمراقبة والذي لا يتعدى عددهم في أحسن الأحوال أستاذين وغالبا ما يكونان من أساتذة نفس المادة. وفي ظل هذه الظروف التي لا تساعد على النزاهة وتكافؤ الفرص، يلجأ صنف مهم من الطلبة إلى التفنن في استعمال أساليب الغش المتنوعة بسبب ما ذكرناه من ضعف المراقبة وسوء التنظيم. ويشتكي العديد من الأساتذة والطلبة من هذه المظاهر التي أصبحت متعايشا معها كلما حان موعد إجراء الامتحانات العادية وكذا الاستدراكية، وهذا من شأنه أن ينضاف إلى الأسباب التي تؤثر سلبا على ارتفاع نسب النجاح لدى الطلبة.