خلف قرار مجلس جامعة القاضي عياض في اجتماعه الاستثنائي الأخير بآسفي، إلغاء المركز الجامعي بقلعة السراغنة، وفي الوقت نفسه إحداث نواة جامعية بابن كرير استياء عارما وسط ساكنة القلعة وهيئاتها. الجمعيات السكنية نددت، هياكل الأحزاب نفضت الغبار عنها واعتبرتها فرصة ذهبية لخوض حملة انتخابية سابقة لأوانها تحت الشعر الدفاع عن بقاء المركز الجامعي بالمدينة. حتى النقابات ادعت أنه يهمها أمر المركز والطلبة والأساتذة، وحدها المصداقية كانت غائبة عن اجتماع هذه يوم الأربعاء 06/05/2009 بقاعة بلدية قلعة السراغنة. السكان يقولون إنهم لم يفهموا كيف يتخذ مسؤولون جامعيون قرارا متسرعا كهذا، بعد أن تمكن المركز في سنته الثانية من استقبال ما يقارب 700 طالب من أسر محدودة الدخل. و يتساءلون هل انتبه أصحاب القرار إلى حجم الكارثة التي ستعقبه. بعض المتدخلين في الاجتماع صبوا جام غضبهم على حزب ” التراكتور ” واعتبروا قرار نقل الجامعة إلى ابن كرير محاباة لقائده الملهم. أما أحد الأساتذة الجامعيين بالمركز فاعتبر القرار خلفه الكاتبة العامة للوزارة الوصية وأحد المكلفين بالعمادة سابقا بالمركز الجامعي الذي انقلب 180 درجة من الدفاع عن هذا الأخير إلى المطالبة بإلغائه. في المغرب يصعب فهم كثير من الأشياء كما القرارات، بسبب غياب الشفافية والنزاهة والمسؤولية وسيادة ثقافة ” اباك اصاحبي”. يصبح المرء في ” أجمل بلد في العالم” على حال ويمسي على عكسه لطابع المزاجية المفرطة للمسؤولين. هكذا يولي العديد من أصحاب القرار سواء الحكوميين والاقتصاديين أو الإقليميين وجوههم صوب الرحامنة وبالذات عاصمتها ابن كرير، فإليها تهفو القلوب وتشد الحال كما حدث بمهرجانها أوتار الذي صرف عليه أزيد من 700 مليون سنتيم. ليس حبا في ساكنة الرحامنة بالتأكيد و لا في ترابها و لا حتى في مناخها الحار. لكن تيمنا ” بالفارس النبيل ” الذي خرج على الناس شاهرا سيفه و انطلق في البلاد صحرائها وسهلها على متن تراكتوره يحرث ويحصد ويدرس ويبشر بالحسنى المقربين منه. يقرب من يشاء ويهدد من أراد يرسل رسائل إلى اليمين واليسار وحتى إسبانيا و لا ينسى طبعا الإسلاميين. يسعى لتغير وجه ابن كرير فأنشأ لذلك مؤسسة الرحامنة والبقية تعرفونها. في الماضي القريب شهد المغرب صدرا أعظم أقوى من الصدر الأعظم ” للعهد الجديد” نشأ بسطات وركز جهوده عليها حتى شبهها بعض المتزلفين بباريس من حيت نظافتها. اليوم بعد وفاة رجل الشاوية القوي مدينة سطات تقهقرت إلى الوراء وتعاني كثيرا. إنه مكر التاريخ إذا لم ننتبه له سيعيد نفسه بابن كرير وسيسخر منا. سكان مدينة قلعة السراغنة يقولون بلسان الحال أكثر من لسان المقال أن استئثار ابن كرير بأغلب المشاريع في الإقليم هو ظلم لهم.( أكثر من 94 % من الطرق المزمع إنشاءها سنة 2009 هي بمنطقة الرحامنة !!!) فهل سينتظرون كما ستنتظر الكثير من المدن المغربية حتى يظهر بها رجال من آخر الزمان لينالوا نصيبهم من الاهتمام. حقا إنها منافسة غير شريفة.