في إطار فعاليات مهرجان الفن والإبداع الطلابي، نظمت بحر الأسبوع المنصرم بكلية الحقوق بالمحمدية، ندوة اتخذ لها عنوان السينما ومطلب الإبداع والوطنية والتي عرفت الحضور الوازن لكل من المخرج والممثل المغربي القدير محمد حسن الجندي، وأيضا الناقد السينمائي المعروف الأستاذ مصطفى الطالب. واستهل الجندي مداخلته بتعريف الفن الذي يعد مساحة كبيرة وجد شاسعة للتدافع القيمي، كما أشار إلى تجربته الرائدة والمتميزة – حسب قوله – في فيلم الرسالة، كما أكد أن مصطفى العقاد ذلك الرجل العظيم – في اعتقاده – قد ناضل مطولا لمدة سنوات كاملات فقط من أجل البحث على داعمين لفيلمه الرسالة للبدء في تصويره. كما أفاد أن الشهيد مصطفى العقاد قد تلقى ضغوطات ومعرضات كثيرة من قبل علماء الأمة ورؤساء الدول العربية بدعوى أنه يمس الدين الإسلامي حسب ادعائهم. وأردف أيضا أن المغرب كان له موقف مشرف في فترة تصوير الفيلم، حيث قبل بالتصوير على أرضه بعد رفض ومضايقات العديد من الدول العربية. كما أكد في ختام كلمته على الدور الحقيقي للفنان المقاوم الذي يشكل نواة حق ومقاومة في الحقل الفني. وأكد الأستاذ مصطفى الطالب على أنه لا كلام بعد كلام الفنان المقاوم المبدع، الذي أعطى للحضور دروسا في المقاومة على عدة أصعدة، والذي يعتبر رمزا من رموز الالتزام والمقاومة في الحقل الفني المغربي والعربي أجمع. كما أشاد بالجندي الذي لا يقبل الغث والفن المنحط – حسب قوله – كما اعتبر الطالب أن الممثل والمخرج القدير هرم من أهرام الفن الأصيل الملتزم. أما في شقه الثاني من مداخلته، أفاد أن الشهيد مصطفى العقاد رحمه الله - الذي اغتالته أيادي الغدر ليلا يكمل مشواره الرسالي - قد اختار الفن الصعب والذي يتجلى في الفن الهادف الذي يقدم رسالة للعالم بأسره. وأشار في التفاتة قوية موضحا كرونولوجيا السينما المغربية منذ مرحلة الاستقلال إلى يومنا هذا، والتي عرفت نقلة نوعية في الألفية الثالثة بظهور أفلام تخدش القيم والمرجعية الإسلامية للبلاد. كما أكد على أن السينما المغربية تسقط أفكار الغرب بدعوى واقعية المجتمع. وفي معرض قوله أشار “الطالب” إلى أن حاجتنا اليوم إلى سينما بمعايير وطنية، مطلوب أكثر من ذي قبل، وأن البديل الذي نحن في حاجته يجب أن يكون قويا. وفي رده على تفاعلات الطلبة، أعطى حسن الجندي إشارات قوية أهمها أن السينما لا يجب أن تنقل الحياة كما هي لكنها يجب أن تنقل الحياة كما ينبغي أن تكون، وأن الفن لم يأتي لإظهار سفاهة الناس بل أتى ليطهر الناس من السفاهة. وفي الختام أكد أن الفن أرقى بكثير مما يقدمه المغاربة في أفلامهم.