قال المخرج السينمائي والمسرحي، الفنان محمد حسن الجندي، إن الفن لم يأت ليركز على الفساد والفساق والمجانين، لكنه أتى ليبرز القيم المثلى للأمة والوطن، وأكد خلال ندوة وطنية، بالمهرجان الوطني للفن والإبداع الطلابي، الذي نظمته منظمة التجديد الطلابي بالمحمدية، -أكد- أن الناس لم يفهموا بعد المغزى من الفن والسينما، ليس من حقي أن أنقل كلاما يخدش بالحياء إلى أسرنا، ليشير إلى أن هناك فرقا بين تصوير الروبورتاج، والتصوير السينمائي الذي لا ينقل الحياة كما هي، بل ينقل ما يجب أن تكون عليه الحياة. من جهته، وخلال الجلسة الأولى للمهرجان الذي انعقد تحت شعار من أجل سينما وطنية مبدعة ومقاومة، أكد محمد طلابي على ضرورة اقتحام عالم الفنون، واعتبر رئيس قسم الإنتاج الفني والعلمي لحركة التوحيد والإصلاح، أن عالم الفنون مدخل للإيمان بالله عز وجل وليس العكس، ويرى طلابي أن النظام الكوني يشعر المتأمل أن هناك إبداعا كبيرا في الخلق، يدرك معه المرء أن وراء هذا الجمال خالق أجمل، بدوره دعا مصطفى الطالب إلى اقتحام عالم السينما من قبل شباب الصحوة الإسلامية، وأكد الطالب، الناقذ السينمائي وأستاذ السمعي البصري، على الحاجة إلى سينما مغربية بثقافة المجتمع المغربي، وبهويته الإسلامية العربية، وأكد على أن الذين يتاجرون بقيم هذا البلد، هم من يتحكمون في المشهد السينمائي المغربي، وشدد الطالب على أن هناك تيارين يخترقان المشهد السينمائي المغربي؛ من جهة هناك تيار يتبنى حرية الإبداع المطلق بدون ضوابط، ومن جهة ثانية، هناك تيار يحاول أن يؤسس لسينما وطنية تؤسس لهوية المغاربة، وهو التيار الذي لا زال في بداية الطريق، يؤكد الطالب، وأشار إلى أن اختيار دورة العقاد، هو اختيار لأحد عمالقة السينما العالمية، واستعرض أهم الأعمال الفنية التي أنجزها الراحل العقاد، بدءا بفيلم الرسالة الذي يحكي فيه عن عظمة الإسلام، ثم شريط عمر المختار، الذي شرف المقاومة في مواجهة الاستعمار، ليخلص الطالب إلى أن مصطفى العقاد فارس عظيم اخترق العقل الغربي، ويخشى أن يكون الفارس الأخير، أما الفنانة التشكيلية عائشة الدكالي، فأكدت خلال مداخلة لها، أنها تجيد الرسم أكثر مما تجيد الكلام، ووجهت رسالة إلى الشباب والفتيات خصوصا، إذ دعتهم إلى تربية الناشئة على قيم الفن الذي اعتبرته رسالة نبيلة. وشهدت الندوة الوطنية، مداخلة للمخرج المسرحي والسينمائي، محمد حسن الجندي، الذي قدم عرضا سرد من خلاله تجربته رفقة مصطفى العقاد، وأهم اللحظات القوية التي جمعته معه، من خلال تسجيل فيلم الرسالة بكل من المغرب وليبيا، وحكى الجندي لحظات عصيبة عاشها طاقم التصوير رفقة المخرج القدير مصطفى العقاد، الذي لم يظهر أي ضعف أو تردد، وظل صامدا إلى آخر لقطة تصوير، فأجهش بالبكاء فرحا بنهاية مشوار تصوير الفيلم التاريخي الرسالة. وشهدت الأمسية الختامية للمهرجان الوطني للفن والإبداع الطلابي، مشاركة كل من فرقة أشبال الغيوان والفنان الساخر مسرور المراكشي، وكذا الفنان المختار جدوان، الذي اعتبر في تصريح لالتجديد، أن الفن رسالة عظيمة ونبيلة، مؤكدا في جواب لالتجديد عن جديده الفني، أنه في فترة راحة فنية، ويكرس وقته الآن لحفظ القرآن الكريم، وهو المشروع الذي أقدم عليه رفقة زوجته مباشرة بعد أدائه لفريضة الحج. يذكر أن المهرجان الوطني للفن والإبداع الطلابي في دورته الثانية، شهد تكريم كل من حسن الجندي والمختار جدوان، واعتبر محمد لغروس المسؤول الثقافي الوطني لمنظمة التجديد الطلابي، في تصريح لالتجديد، أن تكريمهما يأتي لحضور تمثلات الإبداع والوطنية والمقاومة في مناشط وأعمال الفنانين المغربيين، الغيورين على أمتهم ووطنهم.