الصحفي والمدون المصري إيهاب الحمامصي: “الإعلام الحكومي ينفذ حرفياً تعليمات “بروتوكولات حكماء صهيون” في كيفية ترويض الشعوب“ بصفتكم من أول دعاة الإعلام الجديد في مصر ومن مؤسسي جمعية اتحاد المدونين المصريين هل تعتقدون بأن المدونات ستغدو في المستقبل وسيلة إعلامية لها جمهورها الخاص أم أنها أمست بالفعل كذلك؟ المدونات بالفعل احتلت مكانتها المتميزة في عالمنا العربي الذي كان يرزح تحت نير الاستعمار الفكري والقهر السياسي لعقود طويلة من الزمن وذلك بما وفرته من مساحة حرية، يتنفس فيها أصحاب الفكر والثقافة وحتى غيرهم الذين حاولوا نقل صورة أمينة وصادقة – من وجهة نظرهم- للواقع الأليم لعالمنا العربي –الثالث- مستغلين في ذلك رحابة وسعة صدر عالم الانترنت وصعوبة فرض القيود التقليدية عليه. رغم انتشار الإعلام الجديد واكتساحه شريحة مهمة من المثقفين إلا أن الجريدة الورقية تبقى المهيمن الأكبر لماذا؟؟ الجرائد الورقية والمطبوعات الورقية عموماً لها نكهة خاصة إذ أنها هي التي شكلت وجدان وعقل كل مثقف عربي أو غير عربي على مدى عشرات بل مئات السنين ولا أعتقد أن هذه المكانة الراسخة ستتعرض لأي هزة حقيقية تبعدها عن الصدارة في مجال التثقيف ونقل المعلومة إلى ما شاء الله رغم ما يظهر على السطح من هيمنة الإعلام الرقمي .. وسيظل الإعلام الرقمي تابعاً يلهث خلف المنشورات الورقية أو شريكاً.. مجرد شريك في أحسن الأحوال. من الصعب نسيان تلك الأيام الخوالي عندما كنت طالباً فى المراحل الدراسية المختلفة وكيف كنا نتبادل القصص والروايات والكتب –غير المدرسية- وكنا ما أن نحصل على كتاب أو قصة جديدة حتى نسرع الخطى آخر اليوم الدراسي للعودة بهذا الكنز إلى المنزل بل ونهمل الطعام وتغيير الملابس ونلتهم السطور التهاماً..القراءة عالم آخر.. عمر بل أعمار أخرى تضاف إلى عمرنا القصير على هذه الأرض..وصدق الله العظيم الذي أنزل أول كلمة على خاتم الرسل “اقرأ”.. والورق هو الرفيق الأزلي لرحلات العمر هذه وصدق القائل ” وخير جليس في الزمان.. كتاب” .. وللمفارقة فهو لم يقل “لابتوب” مثلا.. وإن كان يقصد تحصيل العلم بكل وسيلة. المدونات مساحة حرة للتعبير، لكن بعد حملة الاعتقالات للمدونين في مصر و كذلك بالمغرب ألا ترى أن تجربة التدوين ستكون بمثابة مشنقة في عنق مدونيها؟؟ لا أجد رداً أبلغ من قول الشاعر: ويفوز باللذة كل مغامر.. ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر! أو كما قال أسد الصحراء عمر المختار: إن عمري سيكون أطول من عمر شانقى!. الإعلام الحقيقي يتطلب حرية.. وللحرية ثمن.. فهي لا توهب ولكن تنتزع. ما هي أبرز إيجابيات المدونات من وجهة نظركم؟ وما هي أبرز التحديات كذلك؟ تنقية فضاء الحرية وإيجاد مساحات خرافية للتنفس ونقل المعلومات بلا قولبة مسبقة يفرضها الإعلام الرسمي الحكومي الذي يستهين بعقول الشعوب ويعاملهم كأنهم ناقصي عقل ودين ..فالإعلام الحكومي في الحقيقة ينفذ حرفياً تعليمات ” بروتوكولات حكماء صهيون” في كيفية ترويض الشعوب وإكمال مهمة الاستعمار القديم الذي بدأ مع الحروب الصليبية وربما قبل ذلك.. أبرز التحديات ما يحاوله البعض من فرض قيود لتعطيل قطار الحرية هذا عبر فرض اتفاقيات دولية ملزمة خاصة بشبكة الانترنيت – على غرار ما فعله وزير الإعلام المصري بالنسبة لاتفاقية تحجيم الفضائيات الفاشلة – ونأمل ألا يجد أمثال هؤلاء آذاناً صاغية.