هم شباب جمعتهم آصرة الصداقة، وحب العمل الملتزم الذي يسعون دائما لإيصاله لعامة الشباب لأنهم يؤمنون بأن الفن الملتزم والهادف يخلق للمجتمع شابا فنانا يقدر ذاته وعمله. يحبون المسرح لأنه يشكل لهم نوعا من النشاط اليومي كالذهاب كيلومترات على الأرجل لمشاهدة عمل مسرحي ثم الرجوع في منتصف الليل، ليس خوفا من اللصوص ولكن لتحقيق المتعة للذات. كما أن لديهم رسالة للشباب هي التشبث بالأمل الذي يمكن من تحقيق المعجزات لأن الأمل في نظرهم عملة نادرة في هذه الأيام، ويلزم الصبر وتضافر الجهود لبلوغ الأهداف السامية وتجاوز العقاب مهما كانت الظروف والصعاب. الشباب الذي نتحدث عنهم هم من نادي “أطلانتيس” الذي تأسس سنة 2006، في قاعة العروض أثناء عرض مسرحي في مهرجان الشباب بسبب ضعف المستوى المسرحي الذي قررت المجموعة بدء إبداعها والذهاب به نحو الوطنية ولما لا العالمية مستقبلا. ويهدف النادي إلى تكوين فرقة مسرحية شابة تؤمن بعملها، تعمل على إيصال الفن الملتزم لعامة الشباب من أجل النهوض بالمكانة الفنية التي تستحقها البلاد، وتخليق العمل المسرحي مع مراعاة الهوية والمرجعية الإسلامية. وقد قدمت عرضها الجديد المعنون “الكمرة” أمام تلاميذ وتلميذات البروج والمسرحية هي من إخراج عبد الحكيم حبي. تندرج المسرحية في خانة التيار التجريبي، و تدور أحداثها في مشهد واحد، شخوصها أخوان سعيد (عبد الحكيم حبي) و رفيق (أمين وادي)، الأول مقعد عقب حادثة سير و الثاني يعوله رغم حقده البارز، لكن سرعان ما تتطور الأحداث لتأخذ المتتبع لعوالم نفسية جد مؤثرة بمؤثرات صوتية سهر عليها مسؤول الصوت عبد الرحيم أبراغ. تلي العرض المسرحي الذي حضره حوالي 200 شخص و دام زهاء الساعة، إلقاء كلمات، أولها لرئيس نادي الركح المسرحي حمدي عزازي والذي أثنى على جمهور التلاميذ الذي تجاوب مع أحداث المسرحية بشكل رائع وصفق لها بحرارة. من جهته أشار السيد محمد الناشد رئيس جمعية آباء و أمهات وأولياء التلاميذ لأهمية المواضيع المعالجة في المسرحية و منها الإعاقة، حوادث السير، العلاقات عبر الأنترنت والدعوة للتشبت بالأمل. في حين تناولت كلمة السيد محمد جابر مقتصد الثانوية نجاعة التعاون بين جميع مكونات المجتمع المدني وكذا النوادي التربوية لإنجاح مثل هذه الأنشطة الهامة، في إشارة لمساهمة نادي الصحة و البيئة في تنظيم الحدث من الاستقبال إلى السينوغرافيا التي قام بها الكاتب العام للنادي رضا البخاري.