نبراس الشباب – خاص – أكادير: دعت النقابة المغربية لمحترفي المسرح في بيان استنكاري إلى مقاطعة مهرجان أكادير “السينما والهجرة” في نسخته السابعة، “من أجل الحفاظ على كرامة الفنان بالجهة، جراء التبخيس والتهميش الذي يطال الفنان في المهرجانات التي تنظم بالمدينة، وهو أسلوب دأبت عليه جل المهرجانات الكبرى التي تتخذ من أكادير مركزا لها خاصة مهرجان السينما والهجرة”. كما طالبت النقابة كافة منخرطيها والفنانين المكتوين بحرفة المسرح والمهن المرتبطة به إلى الوقوف وقفة رجل واحد من أجل التصدي لكافة أنواع التهميش الممنهج الذي تسلكه إدارات هذه المهرجانات ضد فنانينا حرصا على كرامتهم وعزتهم، كما دعت الجهات المسؤولة إلى ضرورة إشراك الهيئات التمثيلية للفنانين والمثقفين في رسم خريطة ثقافية وفنية رصينة بالجهة عموما وبمدينة أكادير على الخصوص. هذا، وقد افتتح الفيلم الطويل “البارونات” لنبيل بن يادير الفائز بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الدورة السابعة لمهرجان أكادير “السينما والهجرة” في الفترة الممتدة من 10 إلى 13 فبراير 2010-02-11 بتنظيم من جمعية المبادرة الثقافية. الدورة عرفت حضورا متميزا من جانب الفنانين والممثلين والمخرجين المغاربة يتقدمهم رشيد الوالي، عبد القادر مطاع، نعيمة إلياس، إسماعيل بنموسى، محمد إسماعيل... والمحتفى بهما في هاته الدورة، الفنانة المغربية نعيمة المشرقي و المخرج الجزائري مرزاق علوش. وفي كلمة لرئيس جمعية المبادرة الثقافية السيد إدريس مبارك أوضح فيها أن الاستمرارية الفنية لمهرجان أكادير السينمائي تعود بالأساس إلى الاهتمام الشديد الذي انخرط فيه مبدعو السينما لإنتاج أفلام تمنح من ظاهرة الهجرة و بخلفيات متعددة و متباينة دون نسيان دعم و مساندة السلطات الإدارية للمدينة و الهيئات المنتخبة على الصعيد المحلي والجهوي، والفاعلين الاقتصاديين، فضلا عن المتابعة الإعلامية من صحافة مكتوبة و من قنوات إذاعية و تلفزية جهوية ووطنية و كذا دولية ، ليختم كلامه بأن الرغبة المتجددة في خلق موعد سنوي لساكنة أكادير وجهة سوس ماسة درعة للاحتفاء بالفن السابع و بمبدعيه من الفنانين المغاربة وحتى المهاجرين في مختلف دول العالم راجع إلى الرهان الذي أرادوا كسبه منذ الدورة الأولى كما أن ربح تحدي التنظيم السنوي لهذا المهرجان يعود بالأساس إلى المجهودات الكبيرة التي يبذلها أعضاء جمعية المبادرة الثقافية بمعية أعضاء اللجنة المنظمة لإنجاح هذا التقليد الفني و الثقافي السنوي. أما كلمة رئيس هذه التظاهرة الفنية السيد محد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج فجاءت عبارة عن شكر وترحيب بكل الحضور الذي حج إلى سينما ريالطو لقطع شريط افتتاح هاته الدورة، أن المهرجان سجل تميزه بتمحوره حول موضوع جاد وقضايا هي غاية في الحساسية بالنسبة للعديد من الدول إما كمصدرة للهجرة أو مستقبلة لها. و أشار الوزير إلى أن الهجرة شكلت دائما أحد مصادر الإلهام لمبدعي الفن السابع حيث تطرق العديد من المخرجين إلى هذا الموضوع انطلاقا من تجربتهم الخاصة التي طبعتها ظروف قاسية وتركوا شهادات صارخة بواقعيتها حول مرارة الاغتراب الإرادي أو القسري التي يعيشها ملايين الأشخاص عبر العالم. من جهة أخرى، أبرز السيد عامر اهتمام الوزارة بتشجيع المبادرة الثقافية التي يتجدد فيها باستمرار توثيق روابط التواصل بين المغرب وأبنائه في المهجر ويبرز مدى عطائهم الذي لا يقل أهمية عن جهودهم في تنميته وتقدمه، موضحا أن الثقافة تشكل عنصر استقرار للأجيال الصاعدة من الهجرة، وعاملا مهما في ترسيخ الشعور لديها بالانتماء لبلد ذي تاريخ وثقافة وحضارة عريقة مما يساعدها على الاندماج في مجتمعات دول الاستقبال دون مركب نقص. وفي تصريح للفنان المغربي جمال لعبابسي ل “نبراس الشباب” قال “الافتتاح كان موفقا، ويعطي انطباعا على أن هذه الدورة ستكون ناجحة، والمهرجان هو فرصة للاتقاء الفنانين والفاعلين في الميدان، وهو أيضا متنفس للفنان، كما أن هدفنا منه الخروج بالتفاتة تدفع بالسينما المغربية للأمام لإيجاد حلول للتزايد المضطرد لإغلاق القاعات السينمائية والقرصنة التي انتشرت بشكل كبير”. ويتميز المهرجان بتنظيم موائد مستديرة تهم “التناوب السينمائي للرواية المغاربية” و”العلاقات المغاربية وإشكالية التبادل الثقافي”، بالإضافة إلى عدة ندوات ولقاءات بتعاون مع المرصد الجهوي للهجرات: المجال والمجتمع، التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، يشارك فيها باحثون ومهتمون بقضايا الهجرة، تتناول مواضيع تهم “تصور الشباب للهجرة” و”التعاون الثقافي بين دول المغرب العربي” و”نقل الرواية المغربية إلى السينما”. ويشتمل البرنامج أيضا تنظيم ورشة سينمائية ينشطها المخرج المغربي محمد الكغاط لفائدة الطلبة من المهتمين بالفن السابع ستحتضنها جامعة ابن زهر. وبالموازاة مع ذلك وسعيا من جمعية المبادرة الثقافية في عملية التحسيس وبشراكة مع جمعية “ما تقيش ولدي”، سيتم تنظيم حفل فني سيحييه ثلة من الفنانين والمطربين المغاربة، يليه عرض فيلم قصير تحت عنوان “صمت بصوت عال” للمخرج إدريس الإدريسي. وستشهد هذه الدورة عرض أفلام سينمائية: “شمالا” لروبيرطو بيريزكانو، و”حرارة” و”باب الويب” لمرزاق علواش، و”الدار الكبيرة” للطيف لحلو، و”الغياب” لماما كيتا، و”مسار لاجئين” لعلي بنجلون، و”بدون كلام” لعثمان الناصري، فضلا عن عرض أفلام مغربية متنوعة عبر القافلة السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي.