زهير ماعزي – نبراس الشباب – المحمدية: خلال المنتدى الشبابي لجمعيات الحي العاملة عن قرب المنظم من طرف حركة شباب ريزاك نحن شعار “جمعيات مندمجة لشباب مؤطر..حي ينبض بالحياة”، استفاد حوالي 200 شابة وشاب من تكوين نظري يهدف إلى تقوية قدرات الشبيبة الجمعوية حول حقوق الإنسان والعلمانية، وذلك أيام 4، 5 و6 دجنبر 2009 بمركب الضمان الاجتماعي بمدينة المحمدية. وتعتبر أقوى لحظة خلال المنتدى في اللقاء الذي اجتمع خلاله الشباب البيضاوي لمناقشة العلمانية. بعد الاستماع لعرضين تناولا الموضوع من وجهة نظر حقوقية (ممثل عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) وسياسية (الأستاذ محمد الحنفي). وحسب بعض الشباب كان من الأجدر بالجهات المنظمة أن يكون هناك متدخلان أحدهما يساند والآخر يعارض العلمانية وذلك التزاما بالبرنامج الذي وزع على المشاركين (مناظرة حول العلمانية). وأجمعت جل التدخلات على أهمية نشر وترسيخ الوعي بثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية والتعدد الثقافي والسياسي، ورغم أن هذه الأمور تشكل منطلقات العلمانية إلا أن الشباب لم يصلوا إلى اتفاق حول الموضوع، وانقسموا ما بين مساند يرى في العلمانية تصورا فعالا لضمان الحقوق، وبين معارض يقول بالخصوصية الثقافية للمجتمع المغربي، وبين متردد لم يستطع تحديد موقفه لأنه بحاجة إلى تعميق البحث والقراءة في هذا الموضوع. وخلال الجلسة العامة، استمتع الشباب الحاضر باللقاء الذي جمعهم بالسيد كمال لحبيب ممثلا لمنتدى بدائل المغرب ومحاضرا في موضوع المنتديات الاجتماعية، حيث قدم سردا تاريخيا لتاريخ المنتديات الاجتماعية. وركزت التدخلات على توجيه ملاحظات حول موقع جمعيات القرب في المنتدى الاجتماعي، وغلاء بعض الخدمات داخل المنتدى الاجتماعي المغربي والتي تحول دون مشاركة فاعلة للشباب، كما انتقد البعض الحياد السلبي للمنتدى الاجتماعي إزاء بعض القضايا ذات البعد الحقوقي. السيد كمال لحبيب أجاب عن مختلف الأسئلة المطروحة وقال إن الشباب يشكل العمود الفقري للمنتدى الاجتماعي المغربي وكل المنتديات الموضوعاتية، وأضاف أن المنتدى هو فضاء للقاء وشبكة عالمية وليس إطارا قائما ومنظمة عالمية لذلك فهو لا يصدر بيانات، وأكد على أن المنتدى الاجتماعي هو ظاهرة صحية وعلى الدينامية التي أعطاها للمجتمع المدني في المغرب وفي العالم، والتي تمكنت من تعبئة القوى المناهضة لقيم النيولبرالية والمساند لعولمة بديلة ولمواطنة عالمية تقوم على أساس العدالة الاجتماعية. وفي المحور المخصص للحركات الاجتماعية، تدخلت الأستاذة فاطنة ممثلة للمنظمة الديمقراطية للشغل، والتي قدمت العديد من الملاحظات القيمة حول المشهد النقابي في المغرب، ومنها أن الحقل النقابي في المغرب يعرف عددية لا تعددية حيث أن عدد النقابات في المغرب لا يعكس تعددا في التصورات، كما عرجت على مشاكل الديمقراطية الداخلية وتدبير الخلاف، وتراجع القدرة على التعبئة، وتنامي نزعة النضال بالنيابة. كما نبهت إلى أن تنامي الشركات المتعددة الجنسيات يضع تحديا أمام النقابات ويؤكد الحاجة إلى عولمة النضال النقابي. التكوين الحقوقي كان له نصيب من هذا المنتدى، حيث حرص المنظمون على برمجة ثلاث ورشات حول الحقوق المدنية والسياسية (من تنشيط منير بنصالح عن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان)، وورشة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (تنشيط ممثل عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان)، وورشة الحركات الاجتماعية (المنظمة الديمقراطية للشغل). تبقى الإشارة إلى أن المنتدى كان مقررا عقده في المركب الدولي لبوزنيقة، لكن انعقاد المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد يكون السبب وراء طلب السلطات من الجهات المنظمة تغيير الوجهة. [email protected] للتواصل مع الكاتب