ما إن أعلن وفاة مغني البوب مايكل جاكسون رسميا، حتى صاحبته هالة إعلامية ضخمة عمت جميع المنابر الإعلامية بمختلف مشاربها، واختلفت الروايات حول طبيعة وفاته، كما تم تأجيل جل البرامج في القنوات الأجنبية من أجل التطرق لحياة مغني غير عادي في تاريخه حسب زعمهم، وظلت التقارير والاتصالات من المراسلين ممتدة على مدار الدقيقة والساعة، واحتل معجبو المتوفى باب المستشفى والطريق الرئيسية المؤدية له، وحتى الوسائل الوطنية كانت هي الأخرى في الموعد. ولازالت تتناسل الأخبار والروايات عن مغني البوب الهالك، إلى حد كتابة هاته السطور التي استقينا في “نبراس الشباب” رأي شابين مغربيين حول هذه الضجة العالمية، عزيز الوصلي طالب جامعي قال “لقد مات مايكل جاكسون وبكى الجميع وحزنت القناة الثانية والأولى...أتساءل كم من واحد حزن وبكى على الفنان الأمازيغي الذي توفي قبل أيام قليلة (امبارك أيسار) ... وما أكثر من يتوفى الآن في صمت وتجاهل ... ما شأني أن يتوفى مايكل أو يتوفى جميع الفنانين الغربيين ... علينا أن نحزن لهؤلاء الذين يقاومون من أجل قوت يومهم وليس على الذين يقاومون من أجل شهرتهم ونجوميتهم ... ما الذي قام به هذا الشخص اتجاهي كي أحزن عليه ... هو مجرد منتوج لشركات الإنتاج العالمية هي من صنعته وتخلت عنه ...وما زالت تصنع أمثاله وأكيد عندما تفرغ منهم المذاق يرمون مثل العلكة تماما”. عبدالرحمن الخدير من مدينة مكناس اعتبر وفاة ملك الأغنية الذي كان في بداياته أسمر اللون وسحر العالم برقصته وحركاته الجميلة وبعدها تحول إلى امرأة بعد خضوعه لعمليات التجميل ليتحول إلى بشرة فاتحة بعد نجاحه الباهر، كما أن حياته كانت طبيعية بعد تغييره للشكل والجنس إلا أن الأعوام الأخيرة اتهم باغتصاب طفل صغير وبعد أن تم تبرأته غاب عن الأنظار ليستريح من وسائل الإعلام وصخبه، وعاد للظهور بشكل متقطع خاصة في الإعلام الأمريكي، إلى أن صدم العالم بخبر موته المفاجئ، عن سن 49 سنة، بعد أن تربع على عرش الموسيقى طويلا، لكن بعد وفاته مباشرة انقلبت الدنيا رأسا على عقب، كل وسائل الإعلام تتكلم على هاته الواقعة في جميع أنحاء العالم، وتفاجئت بأن هناك أشخاص يبكون موته في الشبكة العنكبوتية ويطلبون ب”كلمة عزاء” في حق فقيد الأغنية الغربية، كل هذه الضجة أحدثها مغني أمريكي كان قد غير جنسه ولون بشرته بالمقابل يموت آلاف الأدباء والشعراء دون أن تكلف وسائل الإعلام نفسها عناء التحدث عليهم أو حتى نعيهم فلا حول ولاقوة إلا بالله.