تطرقت مختلف وسائل الإعلام للكلام الذي وجهه وزير التربية والتعليم محمد الوفا لتلميذة بإحدى مدارس ضواحي مراكش حين قال لها بالحرف : ‘أنت خاصك غي الراجل' أو أنت لا ينقصك إلا الرجل. كما تعلمون، فيمكن للإعلام أن يطمس قضايا مصيرية للأمة، ويمك نه في الوقت عينه أن يخلق من ‘الحبة قبة' ويثير جزئية بسيطة لتصبح موضوع الساعة، وهذا تماما ما أراه قد وقع في حالة هذه التلميذة، فكم من المنظمات النسائية والجمعيات الحقوقية التي تنتظر هفوة من هنا وهناك للانقضاض عليها والظهور على الساحة، فمن منا لا يتذكر ما أحدثته قضية ‘أمينة' المغتصبة، حيث توجهت كل المنابر الاعلامية إلى تضخيم القضية وجعلها موضوع الساعة، وبل ووضع الوزيرة بسيمة الحقاوي في فوهة النار لقضاء مآرب سياسية، في حين أنه اغتصبت قبلها وبعدها كثيرات ولا أحد يحرك ساكنا. عودة إلى تلميذة مراكش، فقد نشرت كثير من الصحف أن الفتاة قد أصيبت بأزمة نفسية، لكن أحد ربورتاجات قناة فرانس24 أظهر الفتاة في حالة عادية، بل وقد صورتها الكاميرا وهي منغمسة في وضع ملامح رسمها بألوان زاهية وتحدثت بكل طلاقة.. أفليس من مظاهر الأزمة النفسية العزلة عن العالم الخارجي؟ أم أن هذا الوصف لا يحاول من خلاله البعض إلا تضخيم القضية والتظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة؟ حقيقة، لا أدري لم تكيل تلك المنظمات الحقوقية والنسائية بمكيالين، ولست أدري ما موقفها من استغلال المرأة وجسدها كمادة إعلانية للترويج لمنتوجات تجارية،وآخر ما رأت عيناي هو إعلان لقرض بمناسبة العيد الأضحى تظهر عليه امرأة بقرنين تشبيها إياها بالخروف، أليست هذه قمة صور الاستخفاف بالمرأة وكرامتها؟ أم أن فخامة تلك المنظمات لها ‘تيرمومتر' خاص لقياس المواقف التي تنتهك فيها كرامة المرأة من غيرها… طرحي هذا، لا يعني بأي شكل من الأشكال دعم ما تفوه به السيد الوزير، بل إن منصبه الرسمي يلزمه أن يلوك كلامه كثيرا قبل النطق به، فأحيانا لا تلتقي المسؤولية الرسمية بالعفوية، فالوزير أخطأ لكن مكمن المشكل هو استغلاله اعلاميا وسياسيا لمآرب معلومة، وكم أحسست بتأنيب ضميره له حين قال أمام البرلمان : ‘ندمت كاع علاش مشيت لديك المدرسة'..