هكذا وفي كل يوم يطلع علينا نموذج جديد. ربما أعتقد ذلك لكن فالشخصيات التي تحكمنا في المغرب إنما هي نماذج تتكرر لم تتغير ربما في الأشكال لكن الطريقة التي يتصرفون بها لا تخرج عن الإطار العام الذي يخدمهم الذي هو الانفصال عن هموم الجماهير . و لا شك أن المتتبع لمسار الشخصيات الوزارية أو أصحاب المناصب المهمة في مغربنا سيجد أنهم إما فئة مغربة أو مغتربة عن المجتمع و التقرير الذي نشرته المساء عن أصحاب مناصب حساسة وحاصلون على جنسيتين على الأقل لخير دليل على أننا نعيش الاستعمار العصري بمختلف تمثلاته. هذا الموضوع ليس بجديد عنا لكن أن يتطور ليصبح التطبيع معه في غاية البساطة كذلك يصبح تأثيره في غاية الخطورة على أولاد الشعب آنذاك فقط يجب أن تقوم القائمة و تثور ثائرتنا لإنقاذ ما تبقى من مغرب نهب و سلب و فقر أبناءه بجميع المقاييس . هذه الظاهرة لم تعد مختصة في المغاربة الحاصلون على جنسيات مختلفة أو الذين تلقوا تعليمهم في الخارجة بل تجاوزتهم لمغاربة من أصول مغربية رفضوا أن يتركوا مناصبهم و تثبتوا فيها بأسنانهم رغم أن جهودهم لسنوات لم تجد نفعا في التقدم إلى الأمام و العكس هو الحاصل. فيا ترى لماذا نحن هكذا. لا ريب فإن طبيعة النظام المغربي هي التي تؤثر بشكل كبير في خلق هذه الأنواع من الشخصيات و إذا كانت التبعية ليست للنظام وفقط بل حتى الوفاء للسياسات العامة التي رسمها المستعمر هي المحدد الأساسي لمركزك و موقعك فإن أي خروج عن ما سبق يجعلك قاب قوسين. الشعب هو الغائب الأكبر في السياسات العامة المحددة لمصير البلاد فعدة نماذج أكدت أن الشعب هو المحدد و أن كلمته أقوى من أن تتجاوز بسهولة” فنزويلا مثال “. لكن في مغربنا كلمة الشعب لا تتعدى أبواب المنزل لذلك السياسة الإعلامية و الاقتصادية و الصحية التي تضره لا يستطيع مقاومتها رغم أنه المستهدف الأساسي من هذه السياسات. قد يقول البعض أن عوامل تاريخية وعدة عوامل هي التي جعلت الشعب هكذا و تركت الفرصة للنظام السياسي أن يصنع ما يشاء لكن هذا لايمنع من الوقوف وقفة رجل واحد من أجل التغيير و تحديد المستقبل والمصر المحدد لمجتمعنا.