في حوار مطول أجراه البرلماني ورئيس المجلس البلدي للناظور طارق يحيى مع يومية المساء في عددها الصادر هذا اليوم الجمعة 30 شتنبر الجاري، بعد أن خلق مطلع الأسبوع الماضي الحدث حين صرح أمام وزير الداخلية الطيب الشرقاوي بأن عامل إقليمالناظور العاقل بنتهامي يقطن بفيلا مملوكة لأحد أباطرة المخدرات، وأن كبار المسؤولين بالمدينة لا يحترمون الملك ويقدمون له مشاريع غير قانونية، أكد في هذا الحوار أن عامل الإقليم كان سببا في وقف مجموعة من المشاريع بالناظور لأغراض تصب في مصلحة حزب الأصالة والمعاصرة، وأضاف أن اتهامه لسعيد الرحموني بالاتجار في المخدرات لم يأتي من فراغ وأنه يتوفر على وثائق ومستندات تؤكد الأمر، وأكد كذلك على أن حزب الأصالة والمعاصرة لم ينجح بالناظوروالحسيمة وبالريف عامة لأن للريف خصوصيته موجها أسهم انتقاداته الى إلياس العماري أحد قيادات حزب التراكتور. واستهل طارق يحيى حواره بجريدة المساء بالحديث حول الاتهامات التي وجهها لرئيس المجلس الإقليمي سعيد الرحموني بالاتجار في المخدرات، مؤكدا على أنه يتوفر على وثائق تدين الرحموني في ملف مكافحة المخدرات، وأضاف أنه خلال اجتماع لجنة الداخلية بالبرلمان خاطب وزير الداخلية واستفسره حول إذا ما كانت وزارته تريد حقا الانخراط حقيقيا في طي صفحة الماضي وتفعيل مضامين الدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة بأغلبية ساحقة والقطع مع الفساد والمفسدين، مضيفا طارق يحيى خلال حواره هذا على أن الولاة والعمال بجميع جهات المملكة مدعوون الى المساهمة في محاربة الفساد ولكن هذا الأمر مرهون بمحاسبتهم لأنفسهم وذلك بعدم ربط علاقات مع المفسدين لا من بعيد ولا من قريب. طارق أشار الى كيفية معرفته بتورط سعيد الرحموني في قضايا تهريب المخدرات وذلك بعد أن تم منع هذا الأخير من قبل وزارة الداخلية خلال انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين في شتنبر من العام 2009، حيث أضاف مستطردا "ولولا المنع لم يكن ممكنا لنا أن نعرف حقيقة تورطه في تجارة المخدرات. والحال أن قضيته تعود الى سنة 1995، وقد فوجئنا حين تم منعه من الترشح، حتى أننا كنا مستعدين لمساندته، قبل أن يعترف بأن لديه ملفا متعلقا بالمخدرات". أما حول اتهامات سعيد الرحموني له بأنه عميل للمخابرات الإسبانية، أكد طارق أن الوقت قريب لكي توضح فيه كل الأمور خاصة مسألة اتهام الرحموني له بالعمالة لإسبانيا، مضيفا أن تصريحات رئيس المجلس الإقليمي ما هي الا محاولة لتحويل مسار النقاش نحو أمور جانبية، وأكد أنه مستعد لتوضيح الأمور بشكل صريح وشفاف وأنه ينتظر بفارغ الصبر رفع دعوى قضائية ضده لأنه يعتبرها (طارق يحيى) الوسيلة المناسبة لتوضيح الأمور وتقديم كل شخص معني بالأمر الوثائق التي تثبت ذلك أو العكس. رئيس المجلس البلدي لمدينة الناظور أكد خلال سؤاله حول حسن نية العاقل بنتهامي في اختيار الفيلا التي يقطن بها، وأضاف أن عامل الناظور يمثل جهازا رسميا في البلاد ألا وهي وزارة الداخلية، ولا يعقل – يضيف طارق- لموظف سام في الوزارة أن يقيم في فيلا لشخص مشبوه (في إشارة الى سعيد الرحموني) على اعتبار المعطيات التي أكد يحيى توفره عليها فيما يخص ارتباط الرحموني بأعمال تهم تهريب المخدرات وعلى أساسها تم منعه من الترشح خلال استحقاقات 2009، وأكد طارق أن تلك المعطيات متوفرة لديه منذ أزيد من سنة أي منذ أن تم كراء إقامة الرحموني لعامل إقليمالناظور. وفي سؤال حول علاقته بعامل الإقليم، أكد طارق أن العاقل بنتهامي كان سببا في وقف العديد من المشاريع في المدينة بهدف "كسر شوكة السياسيين" خدمة لأجندة حزب الأصالة والمعاصرة، وأضاف أنه طلب استفسار من وزير الداخلية حول اختصاصات عامل الإقليم، هل العامل هو من يتحكم في وزير الداخلية أم العكس. ولم يفوت طارق الفرصة لكي يتهم بنتهامي مجددا بعلاقته بابن الحسيمة (التي ينتمي اليها عامل الإقليم كذلك) إلياس العماري أحد قادة حزب الأصالة والمعاصرة، وعلاقته كذلك بعلال السكروحي العامل المكلف بالجماعات المحلية الذي كان قد وقع مشروعا لإعادة تهيئ مجموعة من الأحياء الهشة بالناظور بكلفة بلغت 15 مليار ستنيم، الا أن هذا المشروع لا يزال لم يرى النور وبقي حبيس رفوف وزارة الداخلية رغم التحقيق الذي فتحه وزير الداخلية وأشرف عليه كاتب الدولة في الداخلية سعد حصار الذي أوفد فيما بعد لجنة الى الناظور للبحث في تفاصيله لكن دون نتيجة. وفي الأخير تطرق طارق يحيى الى علاقته ب "عراب" حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، وأكد أنه لا تجمعه أية علاقة به، هذا الأخير وحسب طارق يحيى قام بمجهوادت كبيرة ليضمن مكانا لحزب التراكتور في الناظوروالحسيمة وفي منطقة الريف، مبرزا في ذات الوقت فشل إلياس في تلك المهمة على اعتبار أن لا إلياس العماري ولا عشرة من أمثاله يمكن أن يسيطروا على منطقة لها أناسها، يضيف طارق. وأكد أن للناظور والحسيمة وللريف بشكل عام خصوصيته التي يتمتع بها لهذا لم ينجح العماري في إرساخ دعائم حزبه بها، وخاطب طارق يحي إلياس العمري بنبرة حادة حيث قال "الريف بزاف عليك"، مشيرا الى أن الهدف الذي يسعى وراءه أكبر منه بكثير رغم أن عامل الإقليم يسانده والتحاق رئيس المجلس الإقليمي بحزبه. يبدو من خلال هذا الحوار، أن طارق يحيى لا يريد أن يرسو بهذا الملف الشائك بينه وبين سعيد الرحموني والعاقل بنتهامي وها هو إلياس العماري ينضاف للائحة طارق السوداء الى بر الأمان، والأيام القليلة المقبلة تنبئ بصراع خفي بين هاته الأقطاب ستنتقل دواليبها الى صفحات الإعلام الورقية والإلكترونية في إشارة الى حجم الصراع القائم بين طارق يحيى والآخرين، لكن يبقى الخاسر الأكبر من هذا الصراع هو المواطن الناظوري الذي لم يسعد الى حد الآن بأهم جهازين في المدينة يمكنهما أن يسهرا على مصلحته ويحققان أهدافه التي هي بالأساس الهم الأول المدعوان الى تحقيقه، بعيدا كل البعد عن أي صراع سياسي أو شخصي قد يضر بمصلحة هذا الإقليم الذي يولي له جلالة الملك رعاية خاصة.