بالنظر إلى أهمية الاستثمار في العنصر البشري، واعتبارا لكون الصحة من المؤشرات الأساسية التي تعتمدها المنظمات الدولية في قياس مؤشرات التنمية البشرية، فقد تعززت في عهد رئيس جامعة محمد الأول بافتتاح كلية الطب والصيدلة لأبوابها في وجه الطلبة خلال السنة الجامعية 2008- 2009 . ويعول على هذه المؤسسة بقوة كي تساهم في دعم الرصيد الوطني من الأطر في مجال الطب والصيدلة، وهذا ما سينعكس إيجابا على صحة المواطنين، ويمكن من تحسين إمكانيات الولوج إلى الاستشفاء، خاصة عند الانتهاء من بناء المستشفى الجامعي التابع لها. هذه المعلمة الصحية التي بلغت الأشغال بها مرحلة متقدمة، ينتظر منها الاستجابة للحاجيات المتنامية في مجال التطبيب، والمساهمة في تسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية لشرائح واسعة من المواطنين في الجهة الشرقية، وإعفائهم من عناء التنقل إلى المراكز الاستشفائية الأخرى، ومن ثم تخفيف الضغط عليها. وفي إطار توفير الشروط اللوجيستيكية الضرورية لإنجاح الفعل التربوي، شيد رئيس الجامعة مركز التوجيه والإرشاد والحياة الطلابية بوجدة. وينتظر من هذه المؤسسة أن تقوم بأدوار مهمة على مستوى مواكبة الطلاب واحتضانهم، والاستجابة لحاجياتهم وانتظاراتهم في مجالات التوجيه والإرشاد والمصاحبة التربوية. ولتمكين فئات الطلاب التي تعاني من الهشاشة الاجتماعية،خاصة في المناطق النائية، تعززت بنيات الاستقبال التابعة للجامعة بإعطاء الانطلاقة لبناء الإقامة الجامعية بالحسيمة، بالتزامن مع إعطاء الانطلاقة لبناء المدرسة العليا للتكنولوجيا بغلاف مالي يناهز 57 مليون درهم. وفي إطار سياسة تقويمية تستهدف سد النقص الحاصل على مستوى التجهيزات، والرفع من الإنتاجية والمردودية تعززت مختلف الكليات والمدارس العليا التابعة للجامعة في عهده بتجهيزات وبنايات من شأنها توفير الظروف المناسبة للبحث العلمي والتسيير الإداري. ونذكر بهذا الخصوص بناء وتجهيز عمارة تتضمن عدة مختبرات للبحث العلمي بكلية العلوم، وأيضا بناية خاصة بالبحث العلمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. ولتوفير شروط مريحة للعمل استفادت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بوجدة من بناء بناية خاصة لإدارة المدرسة. ومن أجل الرفع من جودة التعليم وتشجيع روح البحث لدى طلبة المؤسسة ذاتها تم تشييد مكتبة تليق باسمها ودورها الطلائعي. وخلاصة القول فالجهود والمنجزات للسيد رئيس الجامعة المذكورة تتجه بجامعة محمد الأول لأن تتحول إلى مركب جامعي حقيقي تنتفي فيه الحدود بين مؤسساتها ، وتتيسر فيه سبل التواصل بين مكونات الجسم الجامعي، في أفق التحول إلى مؤسسة أكاديمية مواطنة منفتحة على محيطها السوسيوثقافي، ومنتجة للمعرفة والثروة من خلال تشجيع البحث العلمي ومد الجسور مع الواقع الاقتصادي المحلي والجهوي والوطني، أخذا بعين الاعتبار للخصوصيات والإمكانات المحلية.