أنشأ كل من المغرب وبريطانيا أول لجنة مغربية بريطانية خاصة بالتعليم العالي، أمس الأربعاء، في حرم جامعة كوفنتري بالعاصمة لندنببريطانيا، حيث أكد مدير المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب أن هذه اللجنة ستعزز التعاون الثنائي في مجال التعليم وتشجع الطلاب المغاربة على الدراسة في المملكة المتحدة، وبحث طرق تطوير الشراكات البحثية وتقديم المساعدة التقنية لتطوير جودة نظام التعليم العالي في المغرب. وتروم هذه اللجنة التي انعقدت برئاسة الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أوعويشة ووزير الدولة البريطاني للتجارة الدولية، كونور بورنز، إلى تعزيز التعاون أكثر بين المغرب والمملكة المتحدة في المجالين الأكاديمي والعلمي بهدف الرقي بهذه العلاقة إلى مستوى شراكة استراتيجية. وأكد بورنز أن انعقاد هذه اللجنة التي حضرها أيضا سفير بريطانيا في الرباط، توماس رايلي، ومدير المجلس الثقافي البريطاني في المغرب، توني رايلي، يشهد على "التزام المملكة المتحدة بتطوير العلاقات مع المملكة المغربية في مجال التعليم الذي يشكل، بالنسبة لنا شريكا رئيسيا في إفريقيا"، معربا عن استعداد بلده لمواكبة المغرب في مختلف مشاريع الإصلاح التي تم إطلاقها، وخاصة تعلم اللغة الإنجليزية. من جانبه، أشاد أو عويشة، في تصريح للصحافة، بنوعية المباحثات والمناقشات التي جرت مع كبار المسؤولين السياسيين والأكاديميين البريطانيين، داعيا أعضاء اللجنة إلى "تحديد إجراءات تعاون ملموسة، في شكل خارطة طريق واضحة مع أهداف محددة بوضوح" والتي سيتم تقييمها بشكل دوري. وأضاف أوعويشة، أن هذا الاجتماع الذي يعقد على هامش المشاركة المغربية في منتدى التعليم العالمي 2020 في لندن، والذي يندرج في إطار الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الذي انعقد في شتنبر الماضي بالرباط، يتناول 4 محاور رئيسية. وأوضح أن المحور الأول يتعلق بالبحث العلمي والتعاون بين المدرسين والباحثين المغاربة والبريطانيين، بينما يتعلق المحور الثاني بالجودة، مشيرا إلى أن البريطانيين لديهم لجنة مكلفة بتتبع الجودة في جميع الجامعات البريطانية، والتي يرغب المغرب في الاستفادة منها. ويهم المحور الثالث التبادل الجامعي وتنقل الطلاب والأساتذة الباحثين وكذلك الأطر الإدارية بهدف تبادل الخبرات ذات الصلة، في حين أن المحور الرابع يتعلق بتحسين الأداء البيداغوجي وتعزيز استخدام اللغة الإنجليزية في العلوم والتقنيات. وقام المشاركون في أعمال اللجنة المغربية البريطانية للتعليم العالي، بعد تقديم نظامي التعليم العالي في البلدين، ببحث، من خلال ورشات موضوعاتية، الإمكانات التي يوفرها التعاون الثنائي، وخاصة تلك المتعلقة بحركة الطلاب والتعليم عبر الوطني، والتنمية التربوية، والحكامة والجودة والبحث والابتكار. واتفقوا على وضع خارطة طريق مشتركة لتنفيذ التوصيات الرئيسية المنبثقة عن أعمال هذه اللجنة في أقرب الاجال. وينظم التعاون بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة اتفاقية ثقافية، تم توقيعها في الرباط في 27 أكتوبر 1980 ، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون التقني، موقعة في الرباط، في 17 سبتمبر 2019 خلال الحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة.