توجه الناخبون في مدينة مليلية المحتلة منذ صباح اليوم الأحد، 10 نونبر الجاري، إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في ثاني انتخابات برلمانية خلال هذه السنة، والتي من المرجح أن تفرز نتائج مغايرة اثر الانقسام الحاد الذي أصبحت تعيشه الأحزاب الاسبانية نظير عدم تمكن الاشتراكيين من تشكيل الحكومة. ويسعى الحزب الشعبي اليميني، الحفاظ على مقعديه بمدينة مليلية المحتلة، ما أكده في حملته الانتخابية عبر مرشحيه في الكونغرس ومجلس الشيوخ خوان خوسي امبروضا وفيرناندو كوتيريز دياز، اللذان وجها نقدا لاذعا للاشتراكيين وباقي المنافسين المعارضين لمواقف اليمين خاصة المنتمي للائتلاف مصطفى أبرشان المتحدر من أصول مغربية بالناظور. وواصل مصطفى أبرشان، مرشح الائتلاف ذو الأغلبية المسلمة في الكونغريس، ودنيا المنصوري التي تسعى إلى الحصول على مقعد بمجلس الشيوخ، دعوتهما المواطنين لقطع الطريق على مرشحي الحزب الشعبي إلى حدود الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية، مؤكدان على ضرورة انخراط الجميع في صناعة التغيير من صناديق الاقتراع. وحاول الاشتراكيون، اقناع الكتلة الناخبة بالثغر المحتل من أجل التصويت لصالح حزبهم، معتبرين أن عدم الاستقرار الذي تعاني منه اسبانيا منذ عام 2015، وعدم تمكن الاحزاب السياسية من تشكيل الحكومة، جاء نتيجة انقسام أصوات المواطنين. وتشارك تسعة أحزاب في الانتخابات البرلمانية بغرفتيه، في وقت ترجح فيه كفة الفوز مبدئيا لواحد من الأحزاب الأربعة التي تتوفر على نسبة هامة من الانصار، وهي الائتلاف والحزب الشعبي، والاشتراكي العمالي، وفوكس. ويسعى حزب العمال الاشتراكي، إلى الفوز بأغلبية المقاعد المخصصة للبرلمان الإسباني بغية التمكن من تشكيل الحكومة، وهو مأ اكده القائم بأعمال رئيس الوزراء، بيدرو سانتشيث، في آخر خطاب وجهه لأنصاره قائلا " على المواطنين التصويت للاشتراكيين حتى تكون لدينا حكومة، او التصويت لأي حزب آخر لمنع اسبانيا من الحصول على حكومة تقدمية". وكان العاهل الإسباني فليبي السادس قد دعا في شهر شتنبر الماضي إلى إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في 10 نونبر وذلك بعد حل البرلمان بغرفتيه ( مجلس النواب ومجلس الشيوخ ) إثر فشل المفاوضات بين الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني وباقي الأحزاب السياسية الأخرى خاصة حزب ( بوديموس ) الذي يمثل أقصى اليسار من أجل تشكيل الحكومة الجديدة. وانتهت الانتخابات البرلمانية على مستوى ثغر مليلية، في أبريل الماضي، بفوز الحزب الشعبي بالمقعد المخصص لمليلية المحتلة بعدد أصوات بلغ 8082 مقابل 6890 للإئتلاف الذي يرأسه الدكتور مصطفى أبرشان. والملفت في الانتخابات التشريعية الأخيرة بالمدينة المغربية الخاضعة لسلطة مدريد، حصول حزب "فوكس" المتطرف والذي يعبر جهرا عن معاداته للأجانب خاصة المغاربة والمثليين، ودعا سابقا إلى بناء جدار عازل بمليلية وسبتة، على عدد مرتفع من الأصوات بلغت 5697، من أصل أزيد من 55 ألف مواطن يحق لهم التصويت. وبلغ عدد المشاركين في الانتخابات التشريعية الأخيرة بمدينة مليلية المحتلة 33 ألفا و 632 ناخبا وناخبة، بنسبة مشاركة قدرت ب 62.87 في المائة، عكس سنة 2016 التي عرفت مشاركة 51 في المائة من الناخبين.