أثارت المواد الإعلامية المنتشرة على المواقع الإلكترونية والصحف حول فشل شركتي "كازا تيكنيك" و "صوص"، في تدبير قطاع النفايات بعدد من المدن المغربية، التخوف لدى متتبعي الشأن المحلي بالناظور من استمرار أزمة الأزبال أمام ضعف التجربة لدى الشركتين الفائزتين. ومنذ الإعلان عن الشركتين الفائزتين بصفقة التدبير المفوض لجمع النفايات والنظافة بكل من الناظور وبني انصار وازغنغان، نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقالات تندد بفشل الجهتين المعنيتين في مدن مغربية صغيرة وصور توثق لاعتمادهما على لوجستيك متواضع لا يرقى لتطلعات الساكنة. وطالب متحدثون ل"ناظورسيتي" من مؤسسة التعاون، والمجالس الجماعية للمدن الثلاثة المعنية بالتدبير المفوض لقطاع النفايات، إلزام الشركتين على احترام كافة بنود كناش التحملات تجنبا لأي اختلالات قد تؤدي إلى إغراق المواطنين في الأزبال مرة أخرى، وتنضاف هذه التجربة لباقي التجارب التي أبانت عن فشلها بالإقليم منذ أزيد من عقدين. وعرفت مدن كثيرة بالمغرب تتولى الشركتين جمع النفايات بها، أزمات مختلفة أغضبت المواطنين في عدد من المناسبات، لاسيما بآسفي والجديدة والنواصر و بني ملال، ويسلان، وتيفلت..، وذلك نتيجة لعدم التزامهما بدفاتر التحملات وتغاضي مسؤولي الجماعات على جملة من الاختلالات التي تؤدي في الأخير إلى مشاكل بيئية جمة شبيهة بتلك التي عرفتها الناظور خلال فترتي فيوليا و أفيردا. إلى ذلك، من المرتقب أن تغادر شركة أفيردا إقليمالناظور قبل متم 2019، لإنتهاء عقدتها الممدة لستة أشهر إضافية، فاسحة المجال أمام شركتي "كازا تيكنيك" بالناظورالمدينة، و "sos" بأزغنغان وبني انصار، إثر فوزهما بصفقة التدبير المفوض لجمع النفايات والنظافة من 2020 إلى غاية 2026. ونص كناش التحملات الجديد الذي أنجزته مؤسسة التعاون بين الجماعات الناظور الكبرى، على ضرورة توفير شاحنات بطاقة استيعابية كبيرة ستتولى جمع نفايات المقاهي والمطاعم والفنادق، مع إمكانية الإضافة في الرسوم الضريبية الخاصة بالنظافة في حق هذه المنشآت التجارية لكونها تنتج كميات يومية ضخمة من الازبال. وعبأت المؤسسة موارد مالية إضافية لإنجاح المشروع إذ رفعت حوالي 50 في المائة من الغلاف المالي المخصص للتدبير المفوض للنفايات، ليصل إلى 6 ملايير 4 تؤديها جماعة الناظور و مليارين لكل من بني انصار وأزغنغان. و تراهن الجماعات الثلاث، خاصة الناظور، على الشركة الجديدة للتدبير المفوض للنفايات، بأن تنقذ المنطقة من أزمة الأزبال التي عرفتها طويلا وأثارت الكثير من النقاش، وتعتبر هذه الصفقة بمثابة اخر امتحان سيثبت نجاح أو فشل التجربة بعد الانتكاسات السابقة التي دامت لعقدين من الزمن.