وضحت الممثلة المغربية يسرى طارق، زوجة المخرج السينيمائي محمد اليونسي، أنها خلال أدائها لدور رحمة في فيلم "دقات القدر"، الذي يتضمن مشهدا حميميا، كانت تقف أمام كاميرا مخرج لا زوج، مؤكدة بأن عملها كان أمام مخرج تحترم حمولته الفكرية وتوجهاته التي يريد الاشتغال عليها. وأوضحت الممثلة يسرى في معرض حديثها على هامش المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، أمس الخميس، أنها أعجبت بسيناريو فيلم زوجها، كونه ينسجم مع قناعاتها وأفكارها، إضافة إلى أنه يوحد بين شعبين يشتركان فيه الثقافة والهوية. وقالت الممثلة إن اختيارها لأدوارها يقوم على مدى الأثر الذي تتركه الشخصية في مخيلة المشاهد وكيف سيتقبلها، وكذا كيف يمكنها أن تبعث هذه الشخصية من جديد انطلاقا من ورقة السيناريو إلى الواقع داخل الفضاء السينمائي. وأضافت الممثلة أن شخصية رحمة تمثل المرأة المغاربية على العموم، التي تواجه سلطة المجتمع وسلطة العادات والتقاليد وسلطة العقلية الذكورية، في الوقت التي لا تملك وسيلة للدفاع عن نفسها في الحروب والمعارك وحتى الصراعات السياسية، ولا تجد إلا جسدها كسلاح يمكن أن تسخره للدفاع عن نفسها، حيث تكون مضطرة لبيع جسدها لتتمكن من العيش وسط دوامة الصراعات. وكشفت الممثلة، أنه ساورها في بداية الأمر تخوف، كونها أحست بمسؤولية كبرى اتجاه الدور، لدرجة أنها راجعت المخرج في مسألة أدائها لدورٍ حساس يحوي مشاهد حميمية أمام كامرة مخرج تربطها به علاقة إنسانية (زوجها). لكنها، تضيف الممثلة، كانت وزوجها المخرج يشتغلان على طريقة تشخيص الدور، هل سيكون تشخيصا آليا أم أن التشخيص سيكون عن طريق التقمص والاندماج، الأمر الذي ساعدهما على تطوير الشخصية بشكل مهني يحترم ذكاء المشاهد، بعيدا عن استحضار بُعد العلاقة الإنسانية التي تجمعهما خارج بلاطو التصوير. وفي شهادة للممثل محمد شوبي الذي كان يؤطر الندوة، قال: "خلال عملي مع المخرج اليونسي والممثلة يسرى طارق لم أحس أنه تجمعهما علاقة زواج، الأمر الذي خالف العادة في حالات سابقة اشتغلت فيها مع أزواج ينتمون للمجال الفني". ويضم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا منافسة 12 فيلما، على جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وهي: "الوداع الأول" من الصين، و"بجعة الكريستال" إنتاج مشترك بين بيلا روسيا وألمانيا والولايات المتحدةوروسيا، و"وظيفتها" إنتاج مشترك بين اليونان وصربيا وفرنسا، و"جيسيكا للأبد" من فرنسا، و"مستعمرة" من كندا، و"زواج فيريدا" من إيطاليا، و"الأرض تحت قدمي" من النمسا، و"خذني إلى مكان جميل" إنتاج مشترك بين هولندا والبوسنة والهرسك، و"الإله موجود، اسمه بترونيا"، وإنتاج مشترك بين مقدونيا وبلجيكا وسلوفينيا وفرنسا وكرواتيا، و"الرماد الأسود" إنتاج مشترك بين كوستاريكا والأرجنتين وتشيلي وفرنسا، و"دقات القدر" من المغرب، و"رحلة مارتا" إنتاج مشترك بين فرنسا وإسبانيا.