في الوقت الذي كان ينتظر فيه الرأي العام المحلي، تكتل فريق المعارضة فيما بينه وتنظيم اللقاء التواصلي الذي وعد به الساكنة للكشف عن ما أسماه بالاختلالات التدبيرية للجماعة، خرج 17 عضوا ضمنهم اثنين ينتمون للائحة "البام" لوكيلها سليمان حوليش، بطلب موجه إلى هذا الأخير بصفته رئيسا للمجلس يدعونه إلى عقد دورة استثنائية مستعجلة لمناقشة تراجع خدمات النظافة، إلا أن المثير في الأمر هو غياب سعيد الرحموني وأغلب المنتمين للائحته عن المبادرة ما طرح الكثير من التساؤلات حول خلفيات وأسباب هذا التراجع غير المفهوم. وربط مهتمون بالشأن المحلي، بين غياب سعيد الرحموني عن مبادرة فريق المعارضة وخرجته الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي دعا فيها سليمان حوليش إلى الاتصال به لدعمه بالشاحنات للم النفايات التي تراكمت بمراكز المدينة، معتبرين أن تجاهل (الرحموني) لمبادرة المعارضين بالرغم من توفر لائحته على أكبر عدد من الأعضاء في الفريق، يدعو إلى البحث في خلفيات الموقف ودواعيه الحقيقية لاسيما واقتراب موعد الانتخابات الجماعية 2021. من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة، إن سليمان حوليش بالرغم من تراجع اثنين من أعضاء لائحته وانضمامهم للمعارضة بصفة ضمنية، إلا أنه صار مدعوما من طرف أعضاء آخرين كانوا في الامس القريب من أشد خصومه، ويتعلق الأمر بأزيد من 5 منتخبين من حزب الحركة الشعبية على رأسهم سعيد الرحموني، وما يفسر ذلك، هو غياب هذا الاخير عن جل الدورات دون تفعيل مقتضيات الطرد في حقه من طرف الرئيس وفقا لما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات. ويبدو ان الرحموني يبحث عن تعزيز علاقته بشكل أكثر مع سليمان حوليش، إذ فضل خلال هذه الفترة البقاء صامتا وعدم الإدلاء بأي موقف يتفرعن من خلاله على خصمه السابق بعد فشله في تدبير قطاع النفايات، والتصريح الوحيد الذي خرج به يبرئ حوليش ويتهم نقابة عمال النظافة بأنها السبب في هذه الأزمة. إلى ذلك، أكدت المصادر نفسها، ان الرحموني يحاول من خلال دعمه الخفي لسليمان حوليش ضبط توازن علاقاته مع باقي الفرقاء السياسيين وخصومه السابقين بالمدينة، لاسيما بعد تراجع الدعم الذي كانت تقدمه لها ليلى أحكيم على مستوى مركزية الحزب نتيجة الخلاف الذي اندلع بينهما قبل أزيد من سنة مباشرة بعد هزيمته في الانتخابات البرلمانية الجزئية والذي وصل حد تبادل الاتهامات.