عرفت الاحتفالات التي عاشتها المنطقة الحدودية الفاصلة بين السعيدية المغربية والجزائر، وتبادل فيها مغاربة وجزائريون التحايا والفرحة من كلتا الجهتين، لقطة مثيرة انتشرت الكنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، تمثلت في اقدام جزائري على اختراق السياج الفاصل للاقتراب من المغاربة قبل أن يتدخل الجنود لإيقافه. موقف الشاب الجزائري الذي كان يبدو في حالة انتشاء بمناسبة فوز منتخب بلاده في مباراة ربع نهائي كأس إفريقيا على ساحل العاجل وتأهله لدور النصف، خلف ردود فعل ايجابية بين المغاربة والجزائرين معتبرين أن الاخوة والقرابة التي تجمع الشعبين يستحيل انهاؤها بحدود رسمتها الخلافات السياسية بين البلدين. وعرفت المنطقة الحدودية في السعيدية بين المغرب والجزائر، احتفالات عارمة شارك فيها مغاربة وجزائريون، عبروا عن فرحتهم ازاء الانجاز الذي حققه محاربو الصحراء في كأس افريقيا المقامة بمصر، داعين سلطات البلدين إلى ايجاد حل يعيد الحياة للحدود عوض تسييجها وحرمان الألاف من صلة الرحم. ويقيم في المنطقة الشرقية للمغرب الألاف من المغاربة الذين طردهم نظام الهواري بومدين في سبعينيات القرن الماضي من الجزائر، بطريقة وصفت باللا إنسانية، تاركين وراءهم جل ممتلكاتهم، ومنهم من ترك أقاربة وأبناءه. وشرع الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين بعد نجاح المسيرة الخضراء، وبالضبط صباح 18 دجنبر 1975 المصادفة لعيد الأضحى، في القيام بجريمة إنسانية، ممثلة في طرد 350 ألف مغربي من الجزائر نحو المغرب بدون سابق إنذار، وتجريدهم من ممتلكاتهم وتعريضهم لشتى الانتهاكات اللا إنسانية. وكان من بين السكان المرحلين موظفون وطلاب وعمال وتجار وحرفيون وفلاحون ورجال أعمال. وجاء إغلاق الحدود بين البلدين الجارين بعد تفجيرات مراكش عام 1994، إذ فرض الملك الراحل الحسن الثاني على الجزائريين التأشيرة لدخول المغرب وردت عليه الجزائر بغلق الحدود البرية بحجة أن قرار فرض التأشيرة "جاء أحادي الجانب". وكان جزائريون قد تفاعلوا العام الماضي بطريقة إيجابية مع دعوة ملك المغرب محمد السادس الجزائر للحوار المباشر لإنهاء الخلافات التي تعيق العلاقات بين البلدين، في خطابه بمناسبة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء.