عاد فليم المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، من جديد إلى الواجهة، ليلقي بظلاله على سطح الساحة السياسية، في الوقت الذي تمر فيه الدولة الجارة من أزمة سياسية خانقة أدت إلى احتقان الأوضاع في الغرب الجزائري. وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن الفيلم قض مضجع حكام قصر المرادية، خلال تداوله بشكل واسع في العديد من المدن الجزائرية، مما أعاد إلى الأذهان الذكريات الأليمة التي عاشها المغاربة مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ويهاجم الفيلم بشكل المباشر النظام الجزائر ويتهمه بارتكاب جرائم حرب وممارسة الطرد التعسفي باستعمال العنف، ضدا على ما بات يعرف ب "المسيرة الخضراء" التي قادها الراحل الحسن الثاني عام 1975 . ويضم الفيلم الذي أنتجته جمعية "ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر"، شهادات حية لمغاربة تعرضوا للطرد التعسفي من الجزائر، مورس عليهم العنف اللفظي والجسدي، ويقول بعضهم إنه تم تجميعهم في محتشدات بكل من "تلمسان ووهران"، من أجل ترحيلهم عبر الشريط الحدودي إلى المغرب. وادعا المرحلون من الجزائر، تعرض أملاكهم للنهب والسرقة من طرف السلطات الجزائرية، في حين يتواصل الفيلم في مدة تقدر ب حوالي 50 دقيقة، ويضم شهادات لمواطنين مغاربة تعرضوا لأبشع اعتداء على يد سلطات دولة جارة اسمها الجزائر. ويتطرق الفيلم لفترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك، إضافة إلى تسليط الضوء على تاريخ العلاقات المغربية الجزائية. وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الاتحاد الاشتراكي"، فان مصالح الأمن الجزائري بوهران شنت مؤخرا حملة واسعة النطاق لحجز الفيلم الدعائي، غير أن الفيلم عاد مجددا إلى الأكشاك وبطبعة أخرى تحمل غلافا جديدا، مخالفا للغلاف الذي كان يغطي الطبعة الأولى من الفيلم، بغية تمويه المصالح الأمنية الجزائرية. و كانت عملية التهجير ( الطرد) صبيحة عيد الأضحى في 18 دجنبر 1975 في ظل نظام حكم الراحل هواري بومدين وساعده الأيمن الرئيس الحالي للجزائر عبد العزيز بوتفليقة أن تاريخا مشتركا ودماء مشتركة ، ولغة مشتركة ودينا مشتركا ، بل ومصيرا مشتركا ... يجمع بين المغاربة وأشقائهم الجزائريين. لكن مع كامل الأسف قادة الجزائر تنكروا لكل ذلك ، وبمجرد ما إن أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن المسيرة الخضراء حتى فوجئ المغاربة باستنفار هواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة كل القوات الجزائرية وفي جميع ربوع الجزائر يبحثون عن كل مغربي ومغربية ويقومون بترحيلهم قسرا ليلا ونهارا الى الحدود المغربية في ظروف لا إنسانية، سوف تظل وصمة عار في جبين النظام الجزائري ، حيث تم الفصل بين الزوجة المغربية والزوج الجزائري وبين الزوج المغربي والزوجة الجزائرية، كما جرد المرحلون من كل ممتلكاتهم وأموالهم[ ... فلم يرحم قادة الجزائر لا الصبي الضعيف ولا الشيخ الكهل ، ولا المريض المحتضر ، ولا المرأة الحامل..، ولا ولا الواجب تجاه الجار ...