جددت حركة 4 فبراير دعوتها من أجل الخروج إلى ساحة التحرير بالناظور، اليوم الاثنين، تزامنا مع اليوم العالمي للسرطان، للمطالبة بإنشاء مستشفى أنكولوجي لعلاج مرضى الداء الخبيث بالإقليم. ودعا نشطاء في الحركة التي تمخضت عن الوقفة الاحتجاجية المنظمة في 4 فبراير 2017 بالناظور، إلى وضع الشارة البنفسجية على الذراع والتجمهر بساحة التحرير، للتأكيد على ضرورة إحداث مستشفى السرطان الذي لم يظهر له أثر رغم الوعود الرسمية الحكومية التي أطلقها وزيري الصحة في حكومة بنكيران والعثماني. و انطلقت حملة واسعة غطت عشرات الصفحات على موقع التواصل فايسبوك، جدد المشاركون فيها دعوة الخروج إلى الشارع للاحتجاج، فيما اقترح اخرون حملات موازية لتحسيس الساكنة بمدى أهمية هذا المطلب وأولويته، لكون خلق المستشفى للانكولوجيا بالإقليم سيخفف معاناة وعبء التنقل الذي يثقل كاهل المرضى وعائلاتهم. واعتبر مشاركون في الحملة، هذه الاخيرة بمثابة منصة لمحاكمة للمسؤولين محليا ووطنيا الذين لم يوفوا بوعودهم المتعلقة بانشاء مستشفى لعلاج مرضى السرطان، متهمين اياهم بالكذب على المواطنين وبيع الوهم لفئة عريضة من أبناء هذا الجزء من البلاد رغم الثقة التي وضعوها فيهم خلال الانتخابات الأخيرة. وقال متحدثون ل"ناظورسيتي"، انه من غير المنطقي أن يظل مرضى السرطان بإقليم الناظور يقطعون مئات الكيلومترات بحثا عن العلاج في مدن بعيدة رغم ظروفهم الصحية والمادية الصعبة. معتبرين ان اطلاق هكذا حملات عفوية و الاجماع الذي تحضى به ليس إلا دليلاً على الأهمية التي يكتسيها إنشاء مركز للانكولوجيا وعلاج مرضى السرطان لدى ساكنة الإقليم، وكذا صورة مصغرة لمجتمع أضحى الحزن يتخلله كلما تذكر أفراده قريبا أو صديقا راح ضحية الداء الفتاك. ويرى الكثير من المتتبعين للملف، أن السبب الرئيس في ارتفاع نسبة المصابين بداء السرطان في الناظور والحسيمة والدريوش، وهي أقاليم كلها تابعة لمنطقة الريف، يعود إلى الغازات الكيماوية السامة التي قصف بها المستعمر الاسباني جيش المقاومة، في وقت لم تتمكن فيه الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الصحة والمختبرات التابعة لها إنجاز بحوث علمية يؤكدون من خلالها هذا الافتراض الذي أصبح حقيقة يؤمن بها كل سكان المنطقة فيما بينهم. وسبق لوزارة الصحة، ان كشفت أرقاما صادمة عن الداء المذكور، اكدت فيها أن حوالي 40 ألف حالة جديدة من السرطان تسجل كل سنة. و يأتي سرطان الثدي عند النساء في الرتبة الأولى بنسبة 36 في المائة من مجموع سرطانات الإناث في المغرب، يليه سرطان عنق الرحم بنسبة 11.2 في المائة، وسرطان الغدة الدرقية ثم سرطان القولون والمستقيم بنسبة 8.6 في المائة و5.9 في المائة. أما لدى الذكور، فيشكل سرطان الرئة السرطان الرئيسي بنسبة 22 في المائة، يليه سرطان البروستات بنسبة 12.6 في المائة ثم سرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.9 في المائة.