أعادت قضية الشاب نصر الدين الصالحي، 25 سنة، الذي وافته المنية أول امس السبت اثر صراع مرير مع داء السرطان، مطلب بناء مركز للانكولوجيا بالناظور إلى الواجهة، حيث تفجرت ساعات قليلة بعد مراسيم جنازة المذكور كتابات غاضبة على صفحات التواصل الاجتماعي حمل من خلالها عدد من النشطاء مسؤولية انعدام المراكز الصحية المتخصصة بالمنطقة لمدبري الشأن العام وعلى رأسهم المنتخبون و ممثلي الامة في البرلمان. تحت وسم "نريد مستشفى متخصص لعلاج مرضى السرطان بالناظور"، انطلقت حملة واسعة غطت مئات الصفحات على موقع التواصل فايسبوك، جدد المشاركون فيها دعوة الخروج إلى الشارع للاحتجاج، فيما اقترح اخرون حملات موازية من قبيل حلق شعر الرأس والتجول صامتين في المناطق الحضرية التابعة لعمالة الإقليم. واعتبر مشاركون في الحملة، هذه الاخيرة بمثابة منصة لمحاكمة مسؤولي إقليمالناظور الذين لم يوفوا بوعودهم المتعلقة بانشاء مستشفى لعلاج مرضى السرطان، متهمين هؤلاء بالكذب على المواطنين وبيع الوهم لفئة عريضة من أبناء هذا الجزء من البلاد رغم الثقة التي وضعوها فيهم خلال الانتخابات الأخيرة. محمد، س، أحد المشاركين في الحملة، قال في تصريح ل"ناظورسيتي"، إنه من غير المنطقي أن يظل مرضى السرطان بإقليمالناظور يقطعون مئات الكيلومترات بحثا عن العلاج في مدن بعيدة رغم ظروفهم الصحية والمادية الصعبة. وأكد المتحدث، وهو طالب جامعي في كلية الناظور، ان اطلاق هكذا حملات عفوية و الاجماع الذي تحضى به ليس إلا دليلاً على الأهمية التي يكتسيها إنشاء مركز للانكولوجيا وعلاج مرضى السرطان لدى ساكنة الإقليم، وكذا صورة مصغرة لمجتمع أضحى الحزن يتخلله كلما تذكر أفراده قريبا أو صديقا راح ضحية الداء الفتاك. ولم تتمكن يسرى، طالبة باحثة، اخفاء حزنها العميق وهي تروي حكاية صراع والدها مع الداء القاتل، بعد أن أنفق كل ما يملك على ورم ألم به، قائلة:''كان حلمي الوحيد هو متابعة الدراسة في الخارج، لكن الخبيث حطم ذلك بعد أن اخترق جسد والدي، فلم يعد لنا مال كاف وكله أنفق على رحلات البحث عن العلاج‘‘. وتضيف ''استسلمت للأمر الواقع في الأخير واخترت اتمام دراستي الجامعية في الرباط، والدي رحل إلى دار البقاء، وأنا ما زلت أقاوم لأحقق جزء من ذلك الحلم الذي لم يرى طريقه للنور بعد‘‘. ويرى الكثير من المتتبعين للملف، أن السبب الرئيس في ارتفاع نسبة المصابين بداء السرطان في الناظور والحسيمة والدريوش، وهي أقاليم كلها تابعة لمنطقة الريف، يعود إلى الغازات الكيماوية السامة التي قصف بها المستعمر الاسباني جيش المقاومة، في وقت لم تتمكن فيه الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الصحة والمختبرات التابعة لها إنجاز بحوث علمية يؤكدون من خلالها هذا الافتراض الذي أصبح حقيقة يؤمن بها كل سكان المنطقة فيما بينهم. وسبق لوزارة الصحة، ان كشفت أرقاما صادمة عن الداء المذكور، اكدت فيها أن حوالي 40 ألف حالة جديدة من السرطان تسجل كل سنة. و يأتي سرطان الثدي عند النساء في الرتبة الأولى بنسبة 36 في المائة من مجموع سرطانات الإناث في المغرب، يليه سرطان عنق الرحم بنسبة 11.2 في المائة، وسرطان الغدة الدرقية ثم سرطان القولون والمستقيم بنسبة 8.6 في المائة و5.9 في المائة. أما لدى الذكور، فيشكل سرطان الرئة السرطان الرئيسي بنسبة 22 في المائة، يليه سرطان البروستات بنسبة 12.6 في المائة ثم سرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.9 في المائة. جدير بالذكر، ان نشطاء في المجتمع المدني بالناظور، عقدوا لقاءات فيما بينهم للخروج إلى الشارع يوم السبت المقبل احتجاجا على تأخر انجاز مشروع مستشفى السرطان بالرغم من تبنيه من لدن الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الصحة و مجلس جهة الشرق و جماعة الناظور والمجلس الإقليمي.